شعر: مسلم الطعان
الإهداء….:
إلى من قرأتُ النورَ في معناه، وعرفتُ معنى النورِ في اسمهِ وفعلهِ، إلى نور رأسهِ النازفِ نوراً وهو يصلّي في محرابهِ المقدّس، إلى سيدِ البلغاء وأمير الفقراء سيدي ومولاي وإمامي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أهدي هذا النص المتواضع أمام بحر بلاغتهِ الزاخر والمتلاطم الأمواج.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأنا أقلِّب ُ أوراق َ مسافاتِ البيتِ الطينيّ
طلباً في سلةِ تمرٍ:
نسجتها أصابعُ أميّ ذاتَ مساءٍ قرويّ
اقتحمت خلوة َ حزني:
سلالُ حروفٍ تمريّاتِ المعنى
نُسجت من سعفاتِ نخيلِ العرش
أوصتني النطق َ بها أميّ عند الشدّةِ
وحين تكونُ مسافاتُ المعنى مستغلقةً
والأبوابُ موصدةً ومفتاحُ المعنى
يقبعُ في قيعان ِ الجبِّ الأعمى…!
وأنا منشغلٌ:
بفكِّ طلاسمِ طينِ المعنى
بأقلامٍ قُدَّت:
من سعفاتِ النخلِ القرويّ
أستحضرُ دمعاتِ الرطبِ الماطرِ
من نخلٍ شهديّ
فيحضرُ معناكَ الباكي عسلاً
أحلى من دمعاتِ الرطبِ القرويّ:
ليمسح َ بحنوٍّ علويّ:
مرارة َ حزني وحريقَ جراح ِ أساي…!
يأ أطهر معنىً منبجسِ من أطهرِ طين
وأنا أقرأ ُ أنفاسَ مسافاتِكَ عن بعدٍ
رغمَ مسافاتِ القرب ِ
وأنا الظامئُ دوماً
منذ ُ طفولة ِ مسافاتي:
أبحث ُ عن ماءِ نميرٍ عذب ِ
تغمرُني روائحُ طيب ٍ تأتي:
من بيت ٍ علويّ
كان َ يدثرُ أنفاسَ النخل ِ الكوفيّ
بدثارِ النور ِ القادمِ:
من مشكاة ِ العرشِ الأعلى
ويسقي الظامئَ دوماً
لقطرةِ حب ِ
تجودُ بها سواقي نميرٍ عذب ِ
هذا ما قالتهُ النخلة ُ عنكَ:
حينَ رأتني أتسلّقُ سلَّم َ ذاكرتي
بحثاً عن رطبة ِ ضوءٍ
تسقط ُ في سلّة ِ حزني
لتزيحَ مراراتِ الوجع ِ المشتّدْ
بهزيعِ الليل ِ الكوفيّ الأسودْ…!
هذا ما قالتهُ النخلة ُ عنكَ:
وأنتَ الناكئُ جرحَ الجهل ِ الأعمى
بسعفة ِ علم ٍ علويِّ المعنى
وأنت َ الناسجُ من خوصِ المعنى
سلالَ بلاغة ِ فكرٍ ربانيّ…!
هذا ما قالتهُ النخلة ُ عنكَ:
وأنتَ أميرُ الفقراء
وسيّدُ عرشِ البلغاء
ترقعُ ثوبَكَ
وتهدي حلّة َ صبركَ
لأولِ كفّ ٍ تطرقُ بابَك سائلة ً
عندَ نزولِ دثار ِ الليل
يا حارسَ بيت المال
ما أغراكَ المالُ وما سالَ لعابُ المعنى
الا في شدقي من جاءَ لقتلِك
لتفوزَ بضربة ِ سيفٍ أعمى
وأنتَ تصلّي وتحاوِرُ أنوارَ المعنى
كان الليلُ الغارقُ بدثارِ الليل:
يفتحُ أبوابَ الكوفةِ لحكمِ الجهلاء
ويفتحُ نوافذ َ تاريخٍ أسود
يدخلُها السرّاقُ في كلّ زمانٍ ومكان
يا سيّد َ عرشِ البلغاء
وحارسَ بيت المال
ترقعُ ثوبَكَ
وتغسلُ بيتَ المالِ بماءِ العفّة
وتمتحُ من ماءِ البئرِ
لتسقيّ جذوعاً دبَّ فيها الموتُ
لتعيدَ حياة َ المعنى
في طينِ الروح:
بأمر ٍ من بارئ ِ نسماتِ المعنى…!
هذا ما قالتهُ النخلة ُ:
عن بلاغة ِ تمرِكَ
وعذوبة ِ ماءِ نميرِكَ
يا أطهر َ طين ٍ قدَّسَه ُ قاموس ُ المعنى
لن يقرأ َ معناكَ:
الاّ بارئ ُ طين ِ المعنى
والساري ليلاً يطوي أطرافَ مسافاتِ الله
معتلياً ظهرَ براقِ المعنى
هذا ما قالتهُ النخلة ُ عن معناكَ
يا أرفعَ معنى
دّستهُ يدُ الله في قلب ِ محمَّدْ
يا أطهرَ طينِ ينطقُ بالقرآن
أهدتهُ يدُ الله سيفاً عربيّاً لكفِّ محمّدْ:
ليوقفَ فحيحَ مسافاتِ الحقدِ الأسودْ
القادمِ من ليلِ الجهلاءِ المتدثرِ بجلبابِ سوادِ الليل
لوأدِ بساتينِ النورِ المغروساتِ بوجهِ محمّدْ
وهيَ تضمّخُ وجهَ عليّ ٍ بعطر ٍ ربّانيّ:
فاح َ به ِ أريج ُ المعنى
وتشّظى نوراً عَلويِّا ً
يطوي حشدَ مسافاتِ الليلِ الأسودْ
ويخلقُ من طين ِ المعنى:
طيوراً نُفخت فيها أنفاسُ الله
تغرِّد ُ بالحقِ وتنطقُ نوراً يستنطقُ نوراً
يأتي من حقلِ الأنوار ِ الأبعدْ….!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الجمعة المصادف/16/6/2017
صومعة السومري الغريب في الكوفة