غالبا لا تنتهى مطالب الصغار، خصوصاً فى ظل إغراء الإعلانات، بالإضافة إلى أنانية الطفولة التى تدفعهم إلى الرغبة فى شراء، أو اقتناء كل شىء يراه ويعجبه، والسؤال هل يجب تلبية جميع طلبات الطفل؟ تقول الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس في القاهرة ، “توجد مشكلة تعانى منها بعض الأمهات، وهى عدم شعور طفلها أبداً بالرضا حتى لو اشتريت له ما يريد”. فكيف نعلم أبناءنا الشعور بالرضا؟ وتشير إلى أنه كثيراً ما يصاب الأطفال بهوس اقتناء كل جديد من أدوات مكتبية جديدة أو أجهزة حديثة أو ملابس فاخرة بصرف النظر عما يتكبده الوالدان من أموال، لتوفير هذه المطالب، وللأسف لا يشعر الطفل بالرضا حتى بعد تلبية طلباته، وتؤكد الدكتورة هبة أن الوالدين هما المسئولان عن تمادى الأطفال بهذا السلوك، لأن الاستجابة لطلباته بدون تردد تعتبر عن التنشئة المادية التى تبتعد عن المعايير التربوية السليمة، فهى تخلق طفلا أنانيا متسلطا غير محبوب من زملائه، ويمهد الطريق لانحراف الطفل فى المستقبل. وهناك بعض الإرشادات لتعليم طفلك الرضا وهى:
1- تحديد ميزانية للطفل:
يجب على الأم تحديد مصروف كاف للطفل أسبوعيا مع تحديد المتطلبات الأساسية للطفل مع الأخذ فى الاعتبار مناقشة الطفل فى ما يلزمه
2- إشراك الطفل فى وضع ميزانية شهرية للأسرة تشمل المصروفات المعيشية بشكل اعتيادى، أى لا يرتبط برفض طلب ما كان قد طلبه حتى لا يكون الهدف منه إشعاره بالذنب والتأنيب غير المباشر، وإنما لتوضيح حقيقة الوضع المالى للأسرة لإشعاره بالمسئولية وتدريبه على ترتيب الأولويات.
3- تخصيص مبلغ محدد من ميزانية الأسرة لمساعدة المحتاجين، مع تذكير أطفالنا أن هناك أطفالاً يتركون التعليم ويعملون عملا شاقا من أجل توفير أساسيات الحياة لأسرهم.
4- استخدام فن المماطلة: عندما يطلب منك طفلك شراء غرض معين، لا تنفذى طلبه على الفور، ويطلب منه تأجيل الشراء حتى تنخفض الأسعار أو أول الشهر حين تحصلوا على الراتب. فن المماطلة بذكاء يغرس بذرة فى عقل طفلكِ، وهى أن يكون عقلانياً دائماً، ولا يتصرف باندفاعية قبل الإقدام على الشراء.
_ 5- اعقد مع طفلك اتفاقاً بأنه لو أنفق مصروفه بطريقة سيئة قبل حلول موعد المصروف القادم، فإنك لن تمنحه أى أموال إضافية، وإن حدث العكس فسوف تعطيه مكافأة.
6_ اصطحبيه للتسوق: اصطحاب طفلك إلى “السوبر ماركت” طريقة مفيدة لتعليمه كيفية إنفاق المال عن طريقة مقارنة الأسعار والتمسك بحدود الميزانية المرصودة للشراء واتركيه يقرأ لكِ الأسعار، ويقارن بعضها ببعض فهذا يشعره بقيمة التوفير.
7- ساعد طفلك على تحويل الهدايا المالية و”العيدية” إلى مشروع للادخار من خلال الحصالة، لأن النقود المدخرة تشعر الطفل بالثقة بالنفس من حيث إدارته لأمواله البسيطة.
وأخيرا لا تترك عواطفك تحركك تجاه طلبات طفلك، فالتوازن ضرورى بين المطلوب والمتاح، والتربية المعنوية أفضل من التربية المادية، فالمال وسيلة، وليست هدفا من أهداف الحياة.