كتب رئيس التحرير :
حافظ الائتلاف الحاكم ( المكون من حزبي الاحرار والوطنيين ) بزعامة سكوت مورسن أثر فوزه بالانتخابات الاسترالية العامة التي جرت يوم السبت الماضي وحصل على 75 مقعداً و يحتاج الى مقعد واحد فقط لتشكيل حكومة أغلبية ، فيما حصل حزب العمال المعارض على 65 مقعداً فيما توزعت 6 مقاعد للأحزاب والشخصيات المستقلة وبقيت 4 مقاعد لم تحسم في انتظار الفرز النهائي للأصوات .
و بعد اعلان الفوز هتف مورسن مبتهجا أمام أنصاره وقال : “كم هي طيبة أستراليا!”، وكان مورسن قد تولى منصب رئيس الوزراء في العشرين من شهر آب من العام الماضي أي قبل تسعة أشهر فقط إثرا فوزه بالانتخابات الداخلية لحزب الاحرار ضد الزعيم السابق مالكوم ترنبول.
من جانبه قال زعيم المعارضة العمالية بيل شورتن أمام مؤيدين اصيبوا بالذهول في مدينة ملبورن : “من الواضح أن حزب العمال لن يتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة”، وأضاف ” لقد اتصلت قبل قليل بسكوت مورسن لتهنئته بفوزه ، واعتقد أن المصلحة العامة تقتضي بالتخلي عن زعامة الحزب أثر الهزيمة الصادمة ” .
وتعد النتيجة نكسة كبرى وفشلا لمؤسسات الاستطلاع التي تنبأت طيلة أشهر فوزا سهلاً لحزب العمال بعد ستة سنوات في صفوف المعارضة، بل أن بعض شركات المراهنة دفعت الرهانات في وقت مبكر متوقعة هزيمة الائتلاف.
وتظهر النتائج على ما يبدو تشرذما للناخبين مع دور كبير لعبته أحزاب صغيرة وأخرى من اليمين المتطرف في ترجيح كفة الفوز لصالح المحافظين في مناطق رئيسية في شمال شرق استراليا .
وبين هؤلاء بولين هانسون زعيمة حزب ” أمة واحدة ” ، الذي قلل حزبها من أهمية فضيحة طالته عن تلقيه أموالا من لوبي الأسلحة الأميركي، وكلايف بالمر الملقب بدونالد ترامب استراليا الذي أنفق عشرات ملايين الدولارات على حملته .
من جهته وصف زعيم حزب الخضر السابق بوب براون فوز الائتلاف “بفوز الجشع” على حساب التغير المناخي في الانتخابات الفدرالية بعد الظهور الضعيف لحزب العمال في كوينزلاند ، رافضا الادعاءات بأن قافلته المعارضة لمنجم أداني للفحم جاءت بنتائج عكسية، واشار براون الى الناس أرادت المال”.
ويرى خبراء أن سكوت مورسن تمكن من تقليص الفارق من خلال حملته التي دعمت من أكبر المؤسسات الإعلامية المملوكة من قطب الإعلام روبرت موردوك والتي استهدفت الناخبين الأكبر سنا والأكثر ثراء القلقين إزاء خطط حزب العمال القاضية بسد مختلف الثغرات الضريبية من أجل تمويل الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والمبادرات المناخية. وقال المحاضر في العلوم السياسية في جامعة فليندرز في أدلايد روب مانوارينغ: ” إن حزب العمال قام بحملة مضنية لاستراتيجية ذات هدف كبير مع سلسلة من التنازلات الضريبية الرئيسية، التي يبدو أنها بنهاية الأمر لم تلق صدى لدى الناخبين”.
وتعد استراليا من الدول الصناعية الأكثر عرضة للتغير المناخي، أذ لعب المناخ وتقلباته من فيضانات وحرائق الغابات والجفاف إلى نقل القضية من هامش السياسة إلى مقدمة وقلب الحملات الانتخابية . وفي الأرياف التي تميل تقليديا أكثر إلى المحافظين، يطالب المزارعون بإجراءات فيما في العديد من الضواحي الغنية الثرية خاض العديد من المرشحين المؤيدين للبيئة حملاتهم على مسافة متقاربة من مرشحين بارزين من حزب الأحرار. وفي شمال سدني، خسر رئيس الوزراء السابق توني ابوت الذي وصف ذات مرة التغير المناخي بالتفاهة مقعدا شغله ربع قرن أمام المرشح المستقل زالي والبطل الأولمبي في رياضة التزلج الألبي ، واستطاع مرشح حزب الاحرار وسفير أستراليا السابق لدى إسرائيل ديف شارما ان يفوز بمقعد وينتورث البارز في سدني. بعد تغلبه على المرشحة المستقلة كارين فيليبس ، والتي فازت به بأنتخابات تكملية قبل أشهر ، واستطاع بارنبي جويس الرئيس السابق لحزب الوطنيين بالفوز في الانتخابات ليحتفظ بمقعده الانتخابي.
يذكر أن جويس كان زعيم حزب الوطنيين الشريك الرئيس لحزب الأحرار في الائتلاف الحاكم لكنه استقال بعد فضيحة ارتباطه بسيدة تعمل لديه العام الماضي لكنه بقي يعمل في السياسة ليتمكن من البقاء في البرلمان .