كانبيرا / محمد بكر :
لم يعد يفصلنا الكثير لمعرفة رئيس الوزراء القادم ، ففي الثامن عشر من الشهر الجاري ستبدأ الانتخابات العامة لأنتخاب مجلس النواب الجديد ، ولكن من سيفوز هذه المرة بالانتخابات بعد أن أظهر أخر استطلاع للرأي تقدم حزب العمال المعارض على الائتلاف الحاكم برئاسة سكوت مورسن ، الذي يعد سادس رئيس وزراء خلال العشرة أعوام الماضية بعد توليه قيادة حزب الأحرار من خلفه مالكولم تيرنبول في العشرين من شهر آب من العام الماضي.
تولى مورسن البالغ من العمر 50 عامًا منصبه بعد أن شعر الجناح المحافظ في الحزب بالإستياء بسبب عجز مالكولم تيرنبول عن تمرير السياسات المتعلقة بالطاقة وخفض الضرائب التي كان يرغب بها المحافظون.
نشأ سكوت مورسن أو سكومو “Scomo” كما أصبح معروفًا في ضاحية برونتي الواقعة بجانب الشاطئ في الضواحي الشرقية لسدني، وهو مسيحي متدين من الطائفة الإنجيلية ويتردد على كنيسة هوريزون في سدني ساذرلاند شاير، كما يؤيد مورسن الحرية الدينية فيما أبدى معارضته للمساواة في الزواج في آب 2017 ، حيث صوت بـ لا في استفتاء زواج المثليين. على صعيد الحزب ، أمضى مورسن أربع سنوات مدير ولاية لحزب الأحرار في نيو ساوث ويلز ودخل السياسة الفدرالية في عام 2007 ، وفاز بمقعد كوك، في ضواحي سدني الجنوبية، والتي شغلها منذ ذلك الحين.
وكان أول منصب وزاري له هي وزارة الهجرة عام 2013 وهو من أصدر الاوامر بمنع هجرة القوارب الى استراليا ، ثم وزيراً للخدمات الإنسانية في عام 2014 ، ثم وزيراً للخزانة عام 2015.
أما خصمه فهو بيل شورتن زعيم حزب العمال المعارض الذي فاز مرتين في المناظرة التلفزيونية على رئيس الوزراء مورسن. و يقود حزب العمال منذ عام 2013 بعد أن قضى حياته محامياً في شركة موريس بلاكبيرن. وبدأ حياته مع النقابات في عام 1994 كعضو متدرب في اتحاد العمال الاسترالي ، وفي أقل من سبعة أعوام وصل شورتن لرئاسة الحزب من خلال منصبه كأمين عام لاتحاد العمال الأسترالي من عام 2001 حتى عام 2007 ، وصعد نجمه أمام الرأي العام خلال كارثة منجم بيكونسفيلد عام 2006 عندما علق اثنان من العمال تحت الأرض لمدة أسبوعين، ووقف شورتن آنذاك أمام عدسات الكاميرات كمتحدث باسم عائلتي العاملين. وبعد محاولة أولى فاشلة، نجح شورتن في الدخول للبرلمان الفيدرالي عام 2007، وفاز بمقعد حزب العمال في ماريبيرونج في غرب ملبورن. عينه رئيس الوزراء السابق كيغن رود مسؤول برلماني لشؤون الإعاقة وخدمات الأطفال، حينها دافع شورتن عن مقترح لخطة وطنية تساعد ذوي الإعاقة، لكن المنصب الداخلي لم يرق لطموح شورتن. لذا لعب دوراً رئيسياً في الإطاحة برئيس الوزراء كغين رود عام 2010، كما لعب دوراً مماثلاً في إزاحة البديلة لرود، جوليا جيلارد عام 2013. وخلال هذه الفترة، شغل شورتن مناصب وزراية عديدة منها وزير الخدمات المالية، ثم وزيراً العلاقات في مكان العمل وبعدها ووزيرأ للتعليم. وبعد خسارة حزب العمال في عام 2013 ، تم انتخاب شورتن كزعيم للحزب ، متغلبًا على أنتوني ألبانيز في تصويت مشترك للمجموعات الحزبية والأعضاء، على إثر الفوز قال شورتن : ” إن انتخابه أثبت أن صراعات الحزب الداخلية انتهت ” . لكن الائتلاف الحاكم هزم حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت عام 2016، ورغم الهزيمة بقي شورتن في منصبه. ويرى سياسيون : ” إن شورتن وحزب العمال غيروا الصورة النمطية عنهم، فمن سيفوز بالانتخابات العامة لعام 2019 ؟ ومن سيشكل الحكومة المقبلة ؟ ذلك ماستفصح عنه الايام القليلة القادمة .