وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

كلمة رئيس التحرير

الفنانة المغربية فاطمة كليين : لوحاتي تعبر عن التصاقي بالطفولة وبلدي الام

حوار / محمد بكر – كانبرا

فاطمة كليين ، فنانة تشكيلية من مدينة مراكش المغربية ، ولانها تعشق التصوير والرسم والسفر ، ولهذا عندما انهت دراستها كان لزاماً عليها ان تتعين كمعلمة ، لكن طموحها كان اكبر من ذلك لانها تحب الريشة والالوان ، لهذا عزمت على الهجرة من المغرب الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1988 ، لتلتحق في مدرسة كوركوران للفنون الجميلة في العاصمة واشنطن ، حيث درست الرسم والتصوير الفوتوغرافي، وهناك حصلت على منحة العميد للإستحقاق.
وفي احدى المكتبات بواشنطن التقت بسائح استرالي يحب السفر والفن ليكون فيما بعد زوج المستقبل ،وتزوجت في العام 1993 ، وبعد الزواج تغيربرنامجنا لنسافر معًا خلال العطلة الصيفية الى استراليا لأول مرة، وفي عام 1994، أنهيت دراسة الدبلوم الجامعي في الرسم والطباعة في مدرسة الفنون في الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا ،في عام 1997 تخرجت بمرتبة الشرف الاولى،وحصلت على ثلاث جوائز التخرج والاقامة والطباعة .
ومن استراليا انطلقت رحلتها الفنية من خلال اقامة عدة معارض لها في مناطق متفرقة ،
في كانبرا التقينا الفنانة المغربية فاطمة كليين في كانبيرا لتتحدث لنا عن تجربتها مع الرسم والهجرة والاغتراب ، تقول كليين : ” في منطقة تاغرانان عام 2001 ، أقمت اول معرض لي في كانبيرا ، وبعدها توالت مشاركتي في المعارض التي تقام في استراليا وبالاخص في العاصمة كانبيرا وشاركت في معرض فني في مركز الفنون في منطقة بلكونه وعنوان المعرض ( قلبي عربي ) . أن المتابع للوحات الفنانه فاطمه يجد فيها الخطوط العربية والتراث الأسلامي والالتصاق بالوطن من خلال استحضار الذاكرة ، وفي هذا الصدد تقول الفنانة كليين : نعم أعمالي فيها رائحة الوطن الام ففي عملي المعروض في المتحف الوطني في كانبيرا (حكايات السوق ) تجد الاجابة على سوالك .
ولماذا استخدمت التوابل في حكايات ( السوق ) ؟
نعم السوق يعبر عن اثار حاسة الشم على الأفكار والشعور مثل التوابل وكيف يمكنها تنشيط الذاكرة ، صبغتُ قطع الأخشاب بخليط من التوابل لأستحضار مدى ذاكرة طفولتي … مازلتُ أذكر تجار التوابل والحرفيين وهم يصنعون أشياء جميله لبيعها في السوق . ارغب كذلك في استخدام هذا العمل للتعبير عن الأنسجام الذي يكمن في الأنماط الإسلامية , وذلك باستخدام نجمة الخاتم ، خاتم النبي محمد ( عليه الصلاة والسلام ) وأيضا للتأكيد أن الكمال هو خلق الله وهذاهو سبب استخدامي للخشب .

ماذا اضافت لك استراليا ؟
العيش في القارة الاسترالية له تأثيركبيرعلى علاقتي مع الطبيعة
ففي اعمالي الفنية هناك نباتات مجففة مأخودة من الطبيعة وأشياء بسيطة تثيرالتواضع وتساعدني على توصيل أفكاري إلى المشاهد على التركيز على شعوري بالإنتماء الى كلا الوطنين على حد سواء خصوصا إلى مكان مولدي في ممارسة فن إستلهمته من تقاليد وعادات مغربية، مما منح عملي وفاء لفجوة عاطفية، كل هذا يساعد على عدم الشعور بالانعزال والوحدة  ، هناك مجموعة من المركبات الفنية عبارة عن دمج بين الثقافتين، بين الهنا والهناك في شكل نوافذ ذات هندسة إسلامية مغمورة من ألوان و طين ونباتات مستمدة من المشهد الطبيعي الاسترالي.

في اعمالك الفنية هناك طابع انساني وسياسي، ماهي الرسالة التي تودين إرسالها للعالم عبراللوحة؟
أنا مهاجرة مغربية من أصل عربي ومسلم أعيش في أستراليا. عملي يركزعلى سوء التفاهم بين المهاجرين العرب مقابل السياسة الأسترالية. في خطاب أمام مجلس الشيوخ من قبل زعيمة أمة واحدة… “نحن في خطر من إستيلاء المسلمين الذين يحملون ثقافة وإيديولوجية لا تتفق مع منطقتنا” و”حظرالهجرة الإسلامية ،”خلال العقدين الماضيين، معظم الأعمال التي أنتجتها هي عبارة عن قلقي إتجاه التأثيرالإنساني والسياسي والبيئي الذي فرضته السيطرة الغربية على البلدان العربية والإسلامية
عملي هو محاولة لتحقيق بعض الفهم والعزم على الصورة النمطية السلبية المحيطة بالجالية العربية والإسلامية في أستراليا. كما أن عملي يسلط الضوء على عناصر الثقافة والتقاليد باعتبارها نظرة ثاقبة لمجتمع معقد ومتناقض وفي الغالب مقسم يعيش مع وحدة إعلامية وطنية تبث باستمرار رسائل الإدانة والإستنكار، عملي يسلط الضوء على اللغة البصرية التي يمكن التعرف عليها على الفور،وهو  بمثابة صرخة عالية في وجه التعصب.

لديك مقتنيات مهمة في المتاحف الاسترالية، هل لديك ذكر هذه المقتنيات؟
مؤخرا تم اقتناء عملي في سمبوزيوم آيلة، في ميناء العقبة في الاردني ومستشفى كانبيرا ومتحف استراليا ا الوطني كانبرا، وسفارتي المغرب في واشنطن وكانبيرا والجامعة الوطنية ودار الفن المعاصر في مدينة أصيلة في المغرب
سابقا تم اقتناء أعمالي في مجموعات خاصة في سيدني وكانبرا وملبورن وبورت وكذلك المغرب وسنغافورة وزيمبابوي واسبانيا والمانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك مجموعات في لوس انجليس بولاية أوهايووواشنطن .

ماهي الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك الفنية ؟
جائزة الشرف الدولية للثقافة المغربية القنيطرة ، المغرب
جائزة التميز المهني للأستراليين الأفارقة في كانبيرا
جائزة التميز المهني الوطني للأستراليين الأفارقة في بريزبن
الجائزة الأولى ، متحف، سيدني ، نيو ساوث ويلز

انت فنانة عربية ، كيف وجدت المرأة العربية المهاجرة؟
المراحل التي شكلت حياتي كمهاجرة وفنانة هي كأي امرأة، رغم الهجرة اسعى الى إلاستقرار وإلى حياة هادئة لخلق جو من الابداع والتعلم لعائلتي الصغيرة،
كامرأة مغربية تعيش في المهجر، هناك دوافع قوية للبقاء على التواصل مع ثقافتي و وطني، أعتقد أنه مهما طال زمن العيش بعيدا عن بلدك ، لن تشعر بأنك تنتمي بالكامل لأي بلد آخر أو ثقافة أخرى.
كفنانة، معضم الأعمال التي أنجزتها في أمريكا وأستراليا كانت عبارة عن تركيبات فنية لعرض التراث الثقافي المغربي، وجمال الفن الإسلامي والعربي للعالم. مع رسالة احتجاج وتوجيه نداءات من أجل التغيير، ومن أجل حقوق الانسان في مناطق الحرب، والقضايا الأخلاقية الكامنة وراء وضع اللاجئين وطالبي اللجوء من العداء والعنف.

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961