كانبيرا / محمد بكر :
أقرت وزارة البيئة الأسترالية خطتها للتخلص من القطط المتوحشة التي تعيش في البرية ، وتهدف الخطة الى قتل نحو 2 مليوني قط بري بحلول عام 2020، وتسعى الحكومة للمحافظة على بعض الفصائل الحيوانية الأصلية التي تواجه خطر الانقراض بسبب وجود تلك القطط، ويأتي قرار الحكومة بشأن القطط البرية والحقول بسبب الهجمات التي تشنها على العديد من المخلوقات والقضاء عليها، مثل الزواحف والطيور.
وتشير تقارير إلى أن “القطط قتلت نحو 377 مليون طير و649 مليون سحلية سنويا، الأمر الذي يحول دون تخصيب التربة وبالتالي نقص في الإنتاج الزراعي” .
ووافقت جميع الولايات الأسترالية على تصنيف القطط المتوحشة كـ”آفات”، يجب التخلص منها بعدة طرق، منها القتل بواسطة السم أو بإطلاق النار عليها، في ظل تأكيدات الحكومة حرصها على إجراء عمليات الإبادة بطريقة “آدمية وفعالة” قدر الإمكان.
وبحسب المصادر فأن أستراليا تمتلك واحداً من أسوأ الأرقام بالنسبة لانقراض الفصائل الأصلية، اذ انقرض 29 حيوان ثديي منذ قدوم الأوروبيين اليها، فيما تم وضع نحو 1800 نوع من الحيوانات في لائحة الحيوانات المعرضة للانقراض، وتهدف خطة السلطات إلى قتل القطط أو تقليص أعدادها بصورة كبيرة في مساحة تزيد على 12 مليون هكتار، بالإضافة الى 5 جزر وإيجاد 10 مناطق داخل أستراليا خالية تماما من القطط.
فيما أبدت منظمات و جمعيات حماية الحيوان في أستراليا ودول أخرى أنزعاجها من قرار الحكومة الاسترالية بقتل مليوني قطة .
وتجدر الاشارة الى ان استراليا لها تجارب سابقة في محاربة الحيوانات البرية ، ففي عامي 2004 و2008 أستطاع الجيش الاسترالي التخلص من مئات من حيوانات الكنغر في قاعدة عسكرية قرب العاصمة كانبيرا بحجة أنها تهدد غيرها من الأنواع المحلية عبر الإفراط في استهلاك المراعي، وتدخلت جماعات ومنظمات استرالية و بريطانية تعرف باسم “الصوت الدولي النباتي” من خلال جمع التواقيع من المحتجين في دول إسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا وفرنسا وكندا وجنوب أفريقيا وألمانيا لايقاف حملة الاعدامات التي شملت مئات الكناغر . ولعل أشهر حرب خاضتها استراليا ودخلت بها التاريخ هي ” حرب الايمو” عام 1932 والتي قادها ثلاثة من ضباط الجيش الملكي ، وكانت تهدف للتخلص من طيور الايمو الشهيرة التي وضعت فيما بعد شعاراً لدولة استراليا مع الكنغر ، وبدأت الحرب في شهر تشرين الثاني من عام 1932 ، وبعد عدة حملات فاشلة اوقفت الحرب بأمر من البرلمان الاسترالي وتمت احالة السناتور جيمس دان على التقاعد و الذي سمي ب”وزير حرب الإيمو” لانه قام بأصدار الاوامر بأعدام الطيور البرية .