كانبيرا / وطن برس
أنتقدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الوضع الصحي للمهاجرين المحتجزين في ” بابوا غينيا الجديدة” و ” ناورو ” وقالت المتحدثة بأسم وكالة اللاجئين في الامم المتحدة كاثرين ستوبرفيلد في جنيف: ” إن هناك فتاة مراهقة لا تزال في ناورو تعاني من وضع صعب وانها أنقذت في اللحظات الاخيرة من محاولتها الانتحار حرقاً ، وكانت الفتاة قد “سكبت على نفسها مادة سريعة الاشتعال وتم انقاذها قبل أن تحاول إشعال النار بجسدها ، وانتزعت قطعا كبيرة من شعرها، ودعت المفوضية الدولية استراليا الى قبول عرض نيوزلندا باستقبال المحتجزين في ناورو وبابوا غينيا الجديدة وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سابقا إنها لا تفهم السبب الذي يمنع استراليا من قبول هذا العرض. وأوضحت كاثرين : “في غياب أي بدائل أخرى، فإن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تناشد استراليا نقل جميع اللاجئين وطالبي اللجوء فورا من بابوا غينيا الجديدة وناورو إلى استراليا لمنع وقوع أذى خطير أو فقدان للحياة”.
وأشارت إلى أن “استراليا لا تزال مسؤولة بموجب القانون الدولي عن الاشخاص الذين سعوا للحصول على حمايتها”. في حين تصر الحكومة الاسترالية على سياستها المتشددة بإرسال المهاجرين إلى تلك المناطق لمنع اللاجئين ومهربي البشر من محاولة القيام برحلة صعبة في القوارب إلى استراليا. وبدأت استراليا بتنفيذ سياستها منذ عام 2013، وتم نقل ما يقدر بثلاثة آلاف لاجئ وطالب لجوء إلى بابوا غينيا الجديدة وناورو، بحسب أحصائيات الأمم المتحدة. ويوجد الان نحو 1100 لاجئ في ناورو و800 لاجئ في بابوا غينيا الجديدة.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد دعت إلى نقل جميع المحتجزين من ناورو الى استراليا لأنهم يعانون من مشاكل نفسية صعبة للغاية، بعد أن تلقت أوامرمن حكومة ناورو بوقف معالجة طالبي اللجوء والسكان المحليين الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية ، ليغادر الفريق الطبي الجزيرة بعد أن تم إبلاغهم بأن وجودهم “لم يعد له حاجه”. وأصدرت المنظمة بياناً قالت فيه أن موظفيها الدوليين غادروا الجزيرة الواقعة على المحيط الهادئ بعد خمسة أيام من إبلاغ المنظمة بإنهاء خدماتها. وتقول المنظمة إنها تشعر بقلق بالغ إزاء صحة مرضاها في ناورو ، واصفة الصحة النفسية للمحتجزين بأنها “أكثر من يائسة”. وكان تقرير أصدرته منظمتان أستراليتان بارزتان في حقوق اللاجئين تقولان فيه إن معظم الأطفال اللاجئين في ناورو يعانون من مشاكل صحية نفسية تهدد حياتهم، بما في ذلك عدم تناول الطعام أو الشراب وتبدو عليهم أعراض انتحارية. وقالت مجموعة الدفاع عن اللاجئين Advocacy group Refugee Action Coalition
إن غياب منظمة أطباء بلا حدود “سيزيد من محنة طالبي اللجوء واللاجئين إلى حد كبير” لأن الحكومة الأسترالية التي تتعاقد على تقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية والخدمات الصحية والخدمات الطبية الدولية “قد وصلت إلى حد الانهيار”.
على الصعيد ذاته ستشهد مدينة برزبن في العام 2019 محكمة للتحقيق فيما إذا كان هناك تقصير بشأن نقل اللاجئ الايراني أوميد الى أحد مستشفيات مدينة بريزبن الاسترالية . وكان اوميد في حالة حرجة بعد أن أضرم النار في نفسه، ولم يتم نقله الى المستشفى الا بعد مرور 31 ساعة. وكان اوميد قد حاول الانتحار خلال زيارة تفقدية كان يقوم بها مسؤولون من المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لجزيرة نارور عام 2016 ، وحاول الاشخاص الذين كانوا هناك اخماد النيران باستخدام بعض الأغطية المتاحة. وتم نقله الى المستشفى الملكي بمدينة بريزبن عبر طائرة هليكوبتر ، لكن المتخصصين أفادوا أنه كان على الحكومة نقله فورا لكي يتم علاجه من قبل الوحدة المتخصصة في علاج الحروق. وقد أفادت خطيبة أوميد أنه لم يكن ينوي الانتحار بل كان يعبر عن غضبه من سياسات الهجرة التي تتبعها الحكومة الاسترالية .