وديع شامخ
البصرة تجني ثمارها!
تابعت معظم مادار في جلسة البرلمان اليوم المخصصة حول البصرة ، ولقد خرجت بالاستنتاجات الآتية:
1- رئيس السن
كان على درجة من العقل والواقعية ، ولكنه يخضع الى ضغوطات نقص الخبرة وتكالب ” الوكافة ” الذين بالغوا في احراجه وهم يتناوبون على امداده بقوائم بمعلومات متناقضة . لكن الرئيس وبفطرته العراقية كان ماهرا في اعطاء الوقت الكافي للنواب الذين لديهم ما يستحق لفضح الحكومة ، وهذا يحسب له وللبرلمان الجديد. .
2- النواب
كان لديهم القدرة على التعبير عن مأساة البصرة بطرق مختلفة ومتنوعة ، وهذا مؤشر ايجابي على قدرة النواب في محاسبة الحكومة علنا، رغم تحفظنا على افشاء سر الحرامية عند الاختلاف .
3 – محافظ البصرة
لم ار الرجل من قبل بهذه الواقعية والحدية في الطرح والملاسنة والهدوء معا ، سواء في شرحه لمشكلة البصرة او في الرد على العبادي في مداخلته الاولى والثانية ، فهو كان جريئا وهادئا وقدم حلولا مقبولة واحرج الوزرات ورئيسها بكذبهم في الوفاء للبصرة .
3 الحكومة
كانت وقحة جدا وعاهرة ممثلة بوزراء وجوههم ملساء يوزعون الابتسامات بالمجان ، وكانت مواقفها وحلولها مائعة جدا ولم تقنع طفلا. وحقا كان العبادي ممثلا سيئا لحكومة عراقية ضالعة في الفساد ورعايته ، مجرمة بحق شعبها ، تقدم الوعود المعسولة ولم تفي.
استنتاج
لم يكن هذا الحماس من نواب البصرة وغيرهم ولا تدليس الحكومة جاء من عبث ، فثورة البصرة هزت العروش وقالت كلمتها حمراء ، تجاوزت الخجل البصري والطيبة والصمت.
شباب البصرة قدموا الدرس الأمثل في الوطنية والحب والاخلاص لمدينتهم المنكوبة أولا ولوطنهم العراق .
الثوار اثبتوا للعالم انهم وحدهم من له القول الفصل في اجبار السلطات الثلاث للجلوس ساعات طوال ” لم يحتملها مزاجهم الطبيعي ” لمناقشة اوضاعهم المزرية .
الثوار كشفوا زيف الاحزاب والساسة ومن ورائهم في جر الثورة الى تصفيات سياسية مريبة على حساب المطالب الشرعية والثورة السلمية للبصرة واهلها .
على ايران أولا ان تعي درس الشعوب، وتتعلم ان الشاه رضا بهلوي ازيح بسلطة الشعب الايراني ، وصدام حسين سقط بتراكم الغضب الشعبي العارم ” مع مساعدات اجنبية طبعا” .
على امريكا ايضا ان تعي ان العملاء اعمارهم قصار ، والعراق هو الباقي .
باقٍ واعمار الطغاة قصار