البصرة – سعدي السند
الحلقة النقاشية الجديدة التي عقدتها جمعية الفردوس العراقية نهاية الأسبوع الماضي في مقرها وسط البصرة تضمنت حوارات ومناقشات تناولت أهم قضايا المرأة في العراق وفي البصرة بشكل خاص. وقالت فاطمة البهادلي رئيسة الجمعية: كما تعلمون ان جمعيتنا تهتم كثيرا بتفاصيل مهمة في مجتمعنا العراقي ولكن أهتمامها بالمرأة يأخذ حيزا كبيرا من أنشطة وفعاليات الجمعية وان حلقتنا النقاشية التي أنجزناها الأسبوع الماضي بمشاركة مجموعة نسوية من البصرة ومن مختلف الديانات والمذاهب تضمنت مناقشات مستفيضة عن واقع المرأة العراقية وأهم الحلول التي نراها مناسبة جدا حيث ناقشنا العنف الأسري وضرورة أنشاء مراكز للأرشاد الأسري تساعد المرأة على أيجاد الحلول للعديد من قضاياها الأجتماعية والقانونية لعدم معرفة المرأة بالقوانين التي تساند عملية استقرارها وتوقف ذلك العنف الذي يسبب الكثير لوضعها الأجتماعي والنفسي والمستقبلي فالمرأة في مجتمعنا ما زالت تُضرب جسدياً وتهان وتعامل وكأنها قطعة أثاث، رغم أن ديننا الإسلامي الحنيف أمر باحترام المرأة فالجنة تحت أقدام الأمهات وهناك قول لنبينا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم (من كانت له ابنة، فأدّبها وأحسن تأديبها، ورباها فأحسن تربيتها، وعلمها فأحسن تعليمها ولم يفضل ولده الذكر عليها، كانت له ستراً ووقاية من النار) ماأعظمه من قول ،ولابد من القول هنا بأننا في هذه المرحلة نحن في أشد الحاجة إلى القضاء على كل مظاهر العنف والقهر والتمييز ضد المرأة، ووجدنا خلال الحوارات ان الكثير من اللجان والأقسام المختصة بشؤون المرأة ومنها مواقع صنع القرار وكذلك منظمات المجتمع المدني ليست لديها المعرفة الكافية بقوانين وحقوق المرأة والأتفاقيات الدولية التي تخصها وان عدم المعرفة الكافية هذه أبعدت الكثير من الحقوق عن المرأة أو اصدار القوانين التي تساندها وهنا وجدنا في مقدمة توصياتنا التي خرجنا بها من هذه الحلقة النقاشية هي ضرورة المطالبة والأسراع بالتصويت على قانون مكافحة العنف الأسري .
محاور نقاشية مهمة
وأضافت رئيسة الجمعية أيضا : ناقشنا في الحلقة ايضا الزواج المبكر وكيف ان الأحصاءات تقول أنه يؤدي الى الطلاق المبكر وقررنا أن تكون حلقتنا النقاشية المقبلة في هذا الموضوع لأهميته وضرورة معرفة اسبابه والمعالجات الموضوعية له وسندعو الى الحلقة مختصين من الدوائر والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة للمشاركة معنا اضافة الى المهتمين بهذا الموضوع من منظمات المجتمع المدني وسيكون معنا أيضا شباب وشابات ممن عانوا من هذه التجربة وأخفقوا وأدّى اخفاقهم الى الطلاق وناقشنا أهمية ايجاد فرص عمل للنساء وخاصة المطلقات والأرامل وحسب الكفاءة والخبرة والتحصيل الدراسي كما ناقشنا افتقار مراكز الشرطة الى باحثين أجتماعيين مختصين وكذلك بالنسبة لسجون النساء وجرت حوارات مهمة أيضا في مجال الأهتمام أكثر وأكثر بالنازحين والتعاون المطلوب من الجميع في دعمهم وتوفير الأحتياجات اللازمة لهم فخلال زيارات العمل التي تقوم بها جمعيتنا للنازحين نجد مناشدات من المرأة النازحة وحاجة العائلة النازحة الى المزيد من الأهتمام والرعاية للحد من الصعوبات والمشكلات التي تواجه تلك العائلات وناقشنا في الحلقة أيضا تفشي الأمية بين النساء وخاصة في الأرياف مما جعلها عرضة للأنتهاك وتطرقنا في حلقتنا النقاشية ايضا الى مسألة تعاني منها المرأة وهي مظاهر التمييز بينها وبين الرجل عند التقديم للوظيفة و العمل حيث يجري تفضيل الذكور على الإناث بغض النظر عن الكفاءة وجعلها تأتي بعد الرجل في الحصول على فرص العمل، ولذلك فإن الفقر يستشري بين النساء أكثر مما يستشري بين الرجال وان الأسباب المتعددة المعروفة في المجالات الأقتصادية والأجتماعية والبيئية وغيرها أوجدت لنا ان معظم النساء احترفن العديد من المهن التي لا يمكن أن يشغلنها لولا شظف العيش وانعدام المعيل.