زيد الحلي
قبل ان اخط سطوري ، راجعتُ معظم المقالات الاقتصادية ، في الصحف والمجلات المحلية ، وتابعت طروحات المحليين الاقتصاديين في الاذاعة والتلفزيون ، فلم اجد احدا تناول ظاهرة انخفاض سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي مؤخرا ، او اشار الى الدور المهم والرئيس للبنك المركزي العراقي في تحقيق هذا الحدث الذي انعكس ايجابيا على السوق العراقية من خلال عودة الحياة للدينار العراقي ، وتعافيه بشكل ملحوظ ، ما ساعد على اتساع رقعة الحالة الايجابية في المجتمع ، على الرغم من الظروف الصعبة التي خلفتها آثار معركة التحرير ضد داعش ، والسعي لإعادة الاعمار ومتطلبات حملة البناء التي تشهدها المحافظات ..
لقد قام البنك المركزي العراقي بعمل الية خلال المدة القريبة الماضية ما ادى الى انخفاض سعر الصرف بشكل واضح والى مستويات متدنية حتى في السوق السوداء ، وهذا الانخفاض له اثر ايجابي عل التضخم وتعزيز قيمة الدينار العراقي بشكل كبير ، حيث بلغت النسبة ما يعادل 4% لصالح الدينار العراقي ، و بهذا الجهد الذي بذله البنك المركزي ، يتبين لنا ان الاستشعار بالحالات المجتمعية ، ممارسة مفتوحة امام الجميع ودراستها لا تحتاج الى تدريب خاص او تمرينات معقدة ، انما تحتاج الى مهارات بسيطة يمكن لأي انسان اكتسابها بقليل من الجهد الذاتي الوطني ، والى حس استراتيجي في اسئلتها وفي ممارستها واي فقر على هذا المستوى ينعكس حتما على عطائها ، شريطة ان يكون الهدف توفير مظلة أمن وأمان له للمجتمع ، والفرد العراقي استبشر خيرا بخطوات البنك المركزي العراقي الذي جعل الدينار العراقي ، يعيد بهاءه في سوق العملات ..
ان الاستقرار المالي ، وقوة الدينار العراقي يهدفان إلى التقليل من المخاطر النظامية التي ظهرت أهميتها مع تكرار الأزمات المالية. ويعرف صندوق النقد الدولي المخاطر النظامية على أنها مخاطر توقف عملية توفير الخدمات المالية الناجمة عن تعطل احد أو كل قطاعات النظام المالي (كأسواق المال أو القطاع المصرفي) والذي يؤدي إلى العدوى المالية بين القطاعات المالية برمتها , وقد اكد البنك المركزي في خطواته قدرة النظام المالي على أداء دوره كوسيط مالي ومصدرا لتوفير السيولة المالية اللازمة بتوازن معقول ، لدفع عجلة النمو الاقتصادي بسلاسة
لقد بين البنك المركزي ، ان معرفة معاناة المواطنين اليومية ، وغير اليومية ، والسعي الى تذليل صعابها ، هي أخص خصائص من يتصدى للمسؤولية ، وهي ايضاً أصل كل تقدم ، وينبوع كل نجاح ، ونسغ كل سعادة حقيقية ، وركن كل ارتقاء اكيد على المستوى الفردي والاجتماعي والانساني ..
تهنئة لدينارنا ، وعتاب للزملاء الذين يكتبون في الشأن المالي والاقتصادي .. فخطوات البنك المركزي التي تمت بهدوء ، وبصمت المقتدر دون تصريحات وبيانات .. تستحق الاشادة والمباركة ..