زيد الحلي:
ان يبتعد المرء عن الجزئية التي تخصه ، سواء كانت شخصية او وظيفية ، ويتجه الى الاطار الوطني الاشمل ، فهذا ما يثير الفرح ويؤكد ان في العراق ، ابناء اصلاء ، رضعوا من اديمه الشهامة والنبل .. فالإنسان الكامل هو دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره، وصالح غيره ، أما ذاته فيضعها أخر الكل، أو يضعها خادمة للكل.. إنه لا ينافس أحدًا من الناس. فطريق النجاح يسع الكل ، مثل شمعة تذوب لكي تضئ للآخرين .. وصدق من قال إن أنجح الناس في المجتمع هم الأشخاص المنكرون لذواتهم، وأكثر الناس فشلًا هم الأنانيون.
اقول هذا الكلام ، بعد ان حضرتُ امس ، حفل توديع المستشار التجاري التركي في السفارة التركية في بغداد لمناسبة انتهاء مهام عمله ، اقامته رابطة المصارف الخاصة في العراق .. ورغم ان مثل هذه المراسم في العادة ، تقوم بها وزارة التجارة ، لكن رابطة المصارف الخاصة ، ارادت ان تؤكد ان كافة الاتجاهات والانهر مفيدة ، ان كانت تصب في انهر العراق ، لان النجاح بالتالي ينعكس على التنمية ومتطلباتها في العراق ، لاسيما ان خارطة الاعمار والبنى التحتية ، تتسع رقعتها بعد القضاء داعش .
لفت نظري حديث رئيس الرابطة ، رجل الاعمال الاستاذ وديع الحنظل ، الذي فرش فيه سجادة رؤاه للتعاون المالي والمصرفي بين العراق وتركيا مؤكدا على ضرورة العمل على مبدأ المساواة في ضوء الشراكة الاقتصادية التي تنمو باطراد بين البلدين الجارين ، وتأكيده على ان التعاون الصادق هو مفتاح تلك الشراكة..
لاحظتُ ، ان اركان المستشارية التجارية في السفارة التركية وعدد من موظفي السفارة ، ابدوا تصوراتهم ، وعرضوا بعض المشاكل التي تواجه التبادل التجاري بين العراق وتركيا على السيد الحنظل ، وبعد استفسارات عن ماهية تلك المشاكل ، تعهد رئيس الرابطة بوضع الحلول ، بالتعاون مع الجهات المختصة .. ثم انتقل الحديث الى التعاون المالي والمصرفي بين البلدين ، باعتبارهما المغذي الرئيس لديمومة اتساع حجم التبادل التجاري ، وتم مناقشة آلية تفعيل دور القطاع المصرفي العراقي الخاص من خلال التعاون مع المصارف الخاصة والحكومية في تركيا .. وساهم في الحديث السيد دريد الغريري رئيس غرفة التجارة والصناعة العراقية والتركية المشتركة ، وقبل بدء مراسم جلسة التوديع التي اتسمت بالحميمية ، قام فريق المدير التنفيذي للرابطة المتمثل بالسيد علي طارق مصطاف و معاونه السيد احمد الهاشمي ، بعرض فلم توثيقي عن الرابطة ومهامها ، والفعاليات المحلية والاقليمية والدولية التي قامت بها ، وحاز الفلم على اعجاب وتقدير الحضور.. حيث بينت الفعاليات ان الإداري الناجح هو الذي يعطي فرصة لكل إنسان أن يعمل، ويشرف على الكل في عملهم ، وأكثر إنسان محبوب في العمل، هو الذي كلما نجح عمله، يتحدث عن مجهود فلان وفلان، وينسب النجاح إلى كثيرين غيره، ويختفي هو كأنه لم يعمل شيئًا.. وكأنه يفرح بنجاح غيره لا بنجاح نفسه.. وقد وجدتُ ذلك ، في حديث السيد الحنظل ، في مبنى الرابطة ، التي قيض لي الله مشاهدتها سابقا وكانت دارا بسيطة ، حتى تحولت الى مجمع اكاديمي ، وصرح معماري جميل ، تظلله الحداثة في كل مكان من زواياه ، بعد ان تسلمت الهيئة الادارية الجديدة مهامها منذ ثلاث سنوات ونيف.