ماهر فيصل*
ما ضرب العراقيوم الأحد الماضي ، ليست هزة ارضية، وما يدفعني الى هذا التوقع، ان الأخبار تناقلت بأن مركز الهزة مدينة حلبجة في السليمانية، وانها بلغت درجة 7,2 على مقياس رختر، وتسببت بسبعة قتلى في محافظة السليمانية كلها. معروف ان مقياس رختر بتسع درجات فقط، وبما يعني ان هزة بدرجة سبع درجات او اكثر، تحدث تدميراً هائلاً، قد يأتي على ثلثي المدينة او نصفها وجزء كبير من المحافظة، ودليلي في هذا الشأن أن محافظات ايلام ولرستان وخوزستان الايرانية تعرضت في آب من سنة 2014الى زلزال بقوة 6,1 على مقياس رختر، اسفر عن اصابة 375 شخصا بجروح والحاق اضرار بـ12 الفا و500 وحدة سكنية، ولما كان الزلزال الذي حدث في الأمس بقوة7,2 سيعني هذا تدمير كل حلبجة او نصفها في الأقل اذا كانت هي مركز الهزة الارضية، التي تناولت الأخبار ان ايران وبعض دول المنطقة تأثرت بها.
ما لفت انتباهي بشدة ان موقع الجزيرة نت اورد ان التلفزيون الإيراني ذكر بأن الزلزال تسبب في مقتل ستة على الأقل وجرح اكثر من 14 شخصاً، فهل يمكن لزلزال ان يقتل في منطقة تبعد عن مركزه اكثر من مائة كيلومتر، بقدر القتلى تقريباً في مركز الزلزال؟
الأدهى ان مراسل الجزيرة في إيران ذكر بأن:” خمس محافظات إيرانية محاذية للعراق اهتزت على وقع الزلزال، مشيرا إلى أن مدينة إيلام تعد الأكثر تضررا في إيران..وقال مسؤول إيراني إن الزلزال تسبب بقطع جزئي للكهرباء والاتصالات في بعض المدن الإيرانية المحاذية للعراق “
وهنا لنا ان نتساءل كيف تسبب الزلزال الذي وقع في السليمانية بقطع الاتصالات والكهرباء في ايران التي تأثرت به، في حين ان الكهرباء والاتصالات لم تتأثر في محافظة السليمانية مركز الزلزال او اربيل المحاذية لها؟
واذن ثمة امر خفي في المسألة، وهذا الأمر دفعني الى انتظار ما يمكن ان ينتج من تداعيات ما بعد الزلزال وما كلفني عدة ساعات من البحث في الزلازل، لأصير من ثم امام نتيجتين!
كانت نتيجة الانتظار ان ايران اعلنت عن مقتل واصابة ما يربو على 350 شخصاً فيها، وهذا الرقم يزيد بعدة اضعاف عن عدد القتلى والمصابين في السليمانية، وهنا مفارقة خطيرة تستوجب الف علامة استفهام، تبددت كلها حين اعلنت بعض الوكالات ان مركز الهزة الارضية قرب كرمنشاه الايرانية وان العراق هو المتأثر بها.
اما نتيجة البحث، فاعادت علامات الاستفهام الى رأسي، اذ عرفت ان الهزة الارضية وهي الزلزال بطبيعة الحال، تتسبب عند حدوثها بتصدع مستقيم قصير، ما يلبث ان ينحرف ليمضي بنحو طولي، وليس بخطوط دائرية كما حدث مع هزة ليل امس، اذ تأثرت بها كل محافظات العراق، والكويت وتركيا والمناطق الحدودية السعودية، وهنا استشهد بزلزال فورت تيجون الذي حدث في التاسع من كانون الثاني سنة 1857، في وسط وجنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، اذ تسبب هذا الزلزال باحداث صدع في الأرض بلغ طوله 350 كيلومترا ( الصورة المرفقة تبين استقامة الصدع الطولي لهذا الزلزال ).
لم تحولت خطوط هزة ليل الأمس الى خطوط دائرية او منحنية او محورية خارج المعقول والطبيعة لتشمل عدة دول مجاورة، ومناطق العراق كله؟..لأنها ببساطة ليست هزة ارضية وانما تفجير قام به فاعل بشري تحت الأرض، وبتقديري ان هذا الفاعل البشري واحد من اثنين، اما فريق ايراني قام بتجربة نووية تحت الأرض، واما فريق اميركي جرب اسلحته التكتونية* ليعرف ما اذا كان بالامكان احداث نشاطات زلزالية في ايران ومحاربتها بها!
ما يجعلني اكاد اجزم بهذا الشأن ان الهزة التي ضربت العراق استمرت ما بين ثلاث واربع دقائق كما اشارت قناة العراقية، وبما يعني ان الدمار كان ينبغي ان يكون هائلا لو انه حدث في العراق، وان الدمار كان بالفعل كبيراً في ايران بدلي اعداد القتلى والجرحى فيها.
وعلى الرغم من اني وضعت احتمالين يتعلقان بايران واميركا بشأن هزة امس، الا اني اميل الى حد ما بأن سبب الهزة تجربة نووية لايران تحت الارض، وما سبب هذا الميل ان زلزالا اقريب اللا المتوسط حدث قبيل منتصف الشهر الماضي شمال بونغي ري في كوريا الشمالية، حيث موقع التجارب النووية التي اجرتها الحكومة الكورية فيه.
—————————
*الاسلحة التكتونية تحدث زلازل مصطنعة مثل زلزال هاييتي الذي حدث سنة2010، بقوة سبع درجات وقتل الالاف وخلف دماراً هائلاً مع انه لم يدم اكثر من دقيقة واحدة.
- كاتب وصحفي من العراق