كرم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم النخلة في حديثه الشريف ( داروا عمتكم النخلة ) وهذا يشكل مكانه النخلة وفوائدها حتى أن الرسول الكريم حض على أكل التمر والإفطار عليه منذ القدم كان للنخيل مكانه مقدسة لدى العرب ومصدر أساسي للغذاء . والتمر هو ثمر من شجرة النخيل وتمر هذه الثمرة بعده أطوار يكون أولها الطلع ثم البلح أخضر ثم البسر حين يكون غضاً طرياً ، ثم الرطب حين يلين زينضج ، ويطلق أسم التمر على التمر اليابس وعلى ثمرة النخيل من حين الآنعقاد إلى الإدراك وهذا يعني أن التمر أكتمل عند نهايته ويكون أجملها جميعاً .
والتمر شديد التحمل ويمتاز بالقدرة على تحمل الإجواء فلا يتلف ، كما أنه سهل التخزين ، ويمكن أكله في أي وقت أستفاد العربي من جميع خصائص وإمكانيات النخيل فاستعمل التمر كغذاء والسعف كسقوف للمنازل ولصناعة الأدوات المنزلية وكذلك الألياف وجذوع النخيل وفي صناعات مختلفة يمكن أن نشاهدها اليوم في بعض القرى .
التمر في التأريخ : عرف الإنسانالتمر بأنواعه ( البرحي ، البريم ، الديري ، القنطار ، الساير ، الخستاوي ، الشيشي ، حلاوي ، خضرواي ) حيث عرفها الإنسان منذ القديم وقيل أن تاريخه يرجع إلى أكثر من خمسة الآف سنة ورافق حياة الشعوب التي مرت في التاريخ . وقد دلت الحفريات التي أجريت في مقابر الفراعنة على شدة تقديرهم له ، حين نقشوه على جدران معابدهم وأشادوا بفوائده غضاً وجافاً وثمراً وفي كثير من الأديرة القبطية كتابات ومذكرات تدل على مدى ما كان للتمر قيمة غذائية ، وذكر المؤرخ بليخي أن الرومان عرفوا أنواعاً عدة من التمر وكان يقدم لآلهتهم في طقوس العبادة كما كان يقدم على موائد الملوك ، كما وجدت بين الآثار اليونانية القديمة قطعة نفوذ عليها صورة نخلة كرمز للتقديس وسماها الكلدانيون والأشوريون شجرة الحياة والمصريون شجرة الفردوس كما ذكرت في الكتب السماوية .
النخيل في القرأن : ذكر القرأن الكريم لفظه النخيل في أكثر من موقع منها ، وقال تعالى ( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) وقال تعالى ( أيود أحدكم أن تكون من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات ) ( أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً ) ولم يأت ذكر القران الكريم للنخيل هباء ) ولكن لما لهذاالنوع من الثمر من فوائد عديدة للإنسان .
التمر في الطب القديم : تحدث الأطباء العرب مطولاً عن التمر وقالوا هو فاكهة وغذاء وشراب وحلوى لذلك فهو اكثر الثمار تغذية للبدن فأكله على الريق يقتل الدود ومقو للكبد ملين والأكثار منه يؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع وبعض الأطباء ميزوا بين التمر والبلح ، فقالوا عن التمر يزيد في القوة الجنسية مع الحليب والقرفة ، وينفع الصد ويحدث كثير منه صداعاً ويضر الكبد واحسن أكله في وقت البرد . اما البلح فيقوي دم البواسير وهو ردئ للصدر والرئة ويبطئ وينفخ إذا شرب الماء على أثره ويحدث شرداً في الكبد ويدفع ضرره بشرب الزنجبيل بعده ومربى العسل . مكونات التمر ومحتوياته : التمر غني بالفيتامينات والبروتينات والدهون والمعادن وهذه أساسيات يحتاجها الجسم لبناء نفسه والتمر من حيث بروتيناته سيد الفاكهة ، إذا يحتوي على 2،2 % وزنه بروتيناجيداً بالكم والنوع كما يحتوي على معظم الأحماض الأمنية الرئيسية المطلوبة لحيوية الإنسان سيد الفاكهة ايضاً حيث المحتوى الدهني ففيه مايقارب 0،6 % من وزنه مواد دهنية نباتية خالية من الكوليسترول وثبت أن الرطب يحتوي على ما يقرب 13،8 ماء و10 % الياف سيلولوزية وهي بمنزله الملين الطبيعي الحامي من الإصابة باضطرابات القولون والإسماك نقب عن المعادن في مناجم التمر : ومن حق علماء التغذية أن يطلقوا عبارة نقب عن المعادن في مناجم التمر ففي كا مائة غرام منه يوجد نحو 790،648 ملغم من االبوتاسيوم و 283 ملغم من الكلوريد و76 ملغم من الفوسفور و 56 ملغم من المغنسيوم ومقارنة بمعظم أنواع الفواكه الى ذلك العنصر الحيوي الذي يعد أحد السباب الرئيسية للوقاية من السرطان كما يحتوي على 65 ملغم من الكبريت و ( 52 ملغم من البوتاسيوم ) و1 ملغم من الصوديوم و0،12 ملغم من النحاس كما أن 80% من التمر يعد مررداً طيباً للفتيامينات حيث يمدنا بنحو 10 % من أحتياجاتها اليومية على فيتامين النياسين الذي يقي الأجسام من مشكلات هضمية وعصبية وجلدية ، كما يغطى أحتياجنا اليومي الجسمي بنسبة لاتقل 5% من فيتامين b1 المعروف بالثيامين و b2 المعروف بالريبوفلافين ، حيث يؤدي نقصها إلى ضعف الشهية للطعام وأضطرابات في عمليات الهضم وسلامة الأعصاب . ويحتوي التمر أيضاً على مواد سكرية تبلغ نسبتها 70 % ويحتوي البلح على نسبية كبيرة من السكر تصل من 20 % -30 % والتمر أفضل من البلح إذا يتركز فيه السكر حتى يصبح حوالي 70- 80 % .
لعلاج العديد من الأمراض : يعتقد العلماء أن وجود الأمراض المعدنية القلوية في التمر تسبب تعادل حموضة الدم المتأتية عن تناول النشويات بكثرة والمعروف أن حموضة الدم هي السبب في عدد غير قليل من الأمراض السرية الواثية كحصيات الكلى المرارة والنقرس وأرتفاع ضغط الدم والبواسير والتمر يفيد الجهاز الهضمي ويزيل الإمساك ويدر البول وإذا أكل التمر على الريق يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر ويقوي الكلى المهزلة ويصلح أوجاع الظهر . التمر والحليب غذاء كامل : ولما كانت المواد الدهنية والبروتنية في الرطب بسيطة فقد فضل العرب قديماً أكلة مع الحليب ، وهو بهذا يعد غذاء كاملاً يغنى عما سواه من الأطعمة الأخرى وهذا ماأكده الباحثون في علم التداخلات الغذائية غذا أثبتت الدراسة أن الحليب قادر على تحقيق يغدو غذاء كاملاً من جميع النواحي إذا صاحبه الحليب لن حديد التمر يدعم قيمة الحديد الغذائية بصورة باهرة وغير هذا التداخل الغذائي المفيد رصد الباحثون تداخلاً اخر لايقل قيمة ، يحدث بين فوسفور التمر من ناحية وكالسيوم الحليب من ناحية اخرى .
يهديء النفوس المضطربة ويمنح السكينة وقد اثبتت الدراسات العلمية أن التمر يهدئ النفوس المصطربة ويمنح السكينة والدعة لأصحاب المزاج العصبي المتقلب وأوصل ذلك أن المزاج العصبي يرتبط كثيراً بزيادة إفرازات الغدة الدرقية مما يجد من نشطاتها الزائد ويفيد بالتبعية حالة الآستقرار إلى النفوس القلقة ، لذلك ينصح بإعطاء كل طفل عصبي المزاج بضع حبات من التمر في صباح كل يوم لتضفي السكينة والهدوء في نفسه فتحد من تصرفاته وأضطرابه .
التمر لعلاج السرطان : وقد لوحظ أن سكان الواحات واكثرهم الفقراء والبؤساء لايعرفون مرض السرطان إطلاقاً ، أو أن هذا المرض لم يعرف طريقة اليهم أبدأ والمعتقد أن غنى التمر بالمغنسيوم هو سبب أنعدام السرطان لدى أولئك الناس التمر يزيد من الطلق عند الولادة ولقد أثبتت الدراسات اخيراً أن بالرطب هرموناً سموه البتوسين وهذا الهرمون يعمل على تقوية العضلات الرحمية وينظم الآنضباطات العضلية كما يزيد من الطلق لدى الحوامل عند الولادة إذا كان الطلق بارداً ويقلل منه إذا كان حامياً أكثر مما يجب فهو ينظم الطلق ويجعله متوازناً مع درجات اكتمال الحمل وساعات الولادة ، فهو أكبر مساعد دوائي للوضع ويتداول هذا الهرمون طبياً الآن بعد أستخلاصه من الرطب كما وجد أن لهذا الهرمون خاصية منع النزيف عقب الولادة والوقاية من أمراض الولادة وعلى راسها حمى النفاس وتبين البحوث التي أجريت أن البلح منبه لحركة الرحم ويزيد قوة انقباضاته أي أنه يقوى العضلات الرحمية والأنقباضات العضلية في الحمل المتقدم فقط مما قد يجعله مساعداً للوضع أثناء الولادة .
فؤائد الإفطار على التمر
1- تناول التمر أولاً يحد من جشع الصائم فلا يقبل على المائدة ليلتهم ما عليها بعجلة دون مضغ .
2- المعدة لاترهق بما يقدم اليها من غذاء دسم وفير بعد أن كانت نائمة طيلة ثماني عشرة ساعة تقريباً بل تبدأ عملها بالتدريج في هضم التمر السهل والإمتصاص ثم بعد نصف ساعة يقدم اليها الإفطار المعتاد
3- المعدة تستطيع هضم المواد السكرية في التمر خلال نصف ساعة فإذا بالدم يتبرع بالوقود السكري الذي يجوب أنحاء الجسم ويبعث في خلاياه النشاط فيزول الإحاس بالدوخة والتعب سريعاً واخيراً بعض الناس تعودوا على كثير من العادات غير الصحيحة أثناء الفطورفيملأون بطونهم بالطعام مما يسبب فوضى في التنفس وسرعة في ضربات القلب إضافة على إصابتهم بعسر الهضم واضطرابات معدية ويجمع العلماء على ان الآمتناع عن الطعام والشراب مع الروحانية التي تجلل شهر رمضان ، يحمي الجسم من امراض كثيرة ويخفف آلام بعض المرضى ، ويضفي على البدن الحيوية والرشاقة وتظهر الحكمة النبوية الشريفة في الإفطار على مادة سكرية كالتمر قبل أداء صلاة المغرب ، لأن التمر يحتوي على نسبة من السكريات التي لايحتاج إلى عمليات هضم معقدة لتتحول إلى مواد اخرى كما يحدث في هضم النشويات ولذا فالمواد السكرية تعوض الجسم عن نقص السكر في الدم أثناء الصوم وتزيل كافة الآعراض الناتجة عن نقص السكر في الدم وصياماً مقبولاً وكل عام وأنتم بخير .