في سوق الشواكة تصليح المدافيء النفطية والبريمزات مهنة آيلة للإنقراض وتصارع البقاء
علي ناصر الكناني
في سوق الشواكة في جانب الكرخ المعروف بقدمه وعراقته بين أسواق بغداد الشعبية , اذ انتشرت على جنباته العديد من المحال القديمة التي تميزت بمهن وحرف وصناعات شعبية وتقليدية تعتمد في غالبيتها على المهارات اليدوية التي توارثها أصحابها او المشتغلين بها عن أجدادهم وآبائهم وربما ورثوها لأبنائهم حرصاً منهم في التواصل والحفاظ عليها كجزء من الموروث الشعبي الأصيل على الرغم من ان بعضها قد أصبح بحكم الاندثار والنسيان في ظل اجتياح المنتجات والمصنوعات الحديثة والمستوردة التي هي من أسباب أختلال قانون العرض والطلب حتى صار أصحابها يعانون من الكساد والشحة في عدم أقبال الناس على شرائها او اقتنائها لا بالنزر اليسير والذي لايكاد يكفي لسد احتياجاتهم اليومية مما دفع الكثير منهم الى بيع محالهم ومصادر رزقهم والاتجاه الى مزاولة مهن أخرى ربما تدر عليهم ارباحاًًً أكثر وبطرق أسهل .
في احد دكاكين هذا السوق اتخذ الحاج حسن عليان عبود
(أبو عماد) الذي تجاوز الخامسة والسبعين من العمر آخر العنقود من العاملين بها مكاناً له ليزاول مهنة تصليح المدافيء النفطية والبريمزات القديمة مصدراً لمعيشته وعياله منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان بعد ان توارث هذه المهنة الآيلة للإندثار والانقراض من والده وجده وكما يقوم حين التقيناه منذ صباه فوالده كان من الصفارين المعروفين في بغداد وقد بدأ علية التذمر وهو يتحدث اليّ لتدهور احوال السوق وعدم اقبال الناس كما كان في السابق على تصليح ما افسده الدهر وأتعبه الاستهلاك للمدافيء والبريمزات النفطية التي عزفت الكثير من العوائل البغدادية عن استخدامها لأغراض الطبخ وخاصة في المدينة وعلى حد قول الحاج ابو عماد بأنه يشتغل شهراً ويصبر دهراً بلا عمل وخصوصاً بأنه لايمتلك راتباً تقاعدياً .
معبراً عن أنزعاجه من وجود الاجهزة الصينية والمستوردة والتي غزت السوق بشكل كبير . وحين سألته عن الفرق بين أيام زمان وهذه الأيام ردّ عليّ وقد علت وجهة ابتسامة شفيفة (عمي قبل نعمة وفوق النعمة ..(يا راتب يابطيخ )..