البصرة /محمد بكر:
لجامعة البصرة ، ذكريات اثيرة في نفسي فلقد درست فيها اربع سنوات دراسية ونلت منها شهادة البكلوريوس في الاداب ولي مع الزملاء والزميلات صداقات و ذكريات حلوة مازلت احتفظ بها حتى وقتنا الحاضرولااريد ان اذكر الاسماء حتى لا انسى احد وبعضهم اجتهد وواصل تعليمه العالي ليتغير عنوانه الوظيفي من طالب الى استاذ ، ولي مع زملاء المكتب الاعلامي في الجامعة صداقات جميلة وكذلك مع مسؤولي الاعلام في الكليات والمراكز .
وجامعة البصرة ومنذ تاسيسها في العام 1964 وحتى سنوات من العقد الثمانيني من القرن الماضي كانت بنايتها في منطقة التنومة بقضاء شط العرب ، وكان طلبتها واساتذتها وملاكها الوظيفي يذهبون الى الجامعة بواسطة ( الطبكة ) اذ يعبرون ذاك الصوب وهم يستقبلون بفرح وحب يوما جديد ، اذ ان عقد السبيعنات كانت مدينة البصرة تعيش بلا حروب ، وما اندلعت الحرب مع ايران في العام 1980 ، فكر (النظام البائد) بنقل مباني الجامعة الى موقعين هما كرمة علي التي ضمت رئاسة الجامعة والكليات العلمية وباب الزبير ويضم الكليات الانسانية ، وليبقى مبنى الجامعة في التنومة مجرد اكوام من الطابوق بعد ان تم هدمه لكونه اصبح جزءاً من ساحات القتال في الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمان سنوات بالتمام والكمال . ولذلك المبنى ذكريات وبالاخص لدى الرعيل الاول الذي كان شاهدا على الكثير من الاحداث التي رافقت السنوات الاولى من تأسيس الجامعة ،وكما قلنا ان ( الطبكة ) كانت الوسيلة الوحيدة لعبور شط العرب وكانت هناك عبارتان الاولى ( ابن فضل ) والثانية (ابن ماجد ) تيمناً بالعالمين العربيين وجهودهما في الرحلات البحرية وكانت العبارتان تستخدم لعبورالسيارات الخشبية لنقل الطلبة من والى الجامعة التي تبعد نحو خمسة كيلو مترات عن النقطة التي تقف عندها العبارة . وتدورفي ( الطبكة ) الكثير من المفارقات الجميلة والحوارات والمناقشات الطويلة لأن وقوفها يطول اكثر قبل العبور وقد يستغرق نحو الساعة او اكثر، وهناك أحاديث خاصة بين الطلبة ، تتحرك في وجدانهم وحواسهم نشوة الشباب والفتوة لتكون الآحاديث أكثر دفئاً وربما تتحول هذه العلاقات الى علاقات عاطفية قد تنتهي بالزواج وربما بالفراق وعاشت جامعة البصرة ايام الفيضان الذي حدث في العام 1968 واحدث فيضانا مدمرا اغرق الجامعة ، وهب اهالي البصرة ومنتسبوا الجامعة بالرغم من قلة عددهم وضعف الامكانيات المتاحة انذاك على عمل سدود ترابية لآنقاذ ما يمكن أنقاذه ولكن المياه اجتاحت الجامعة ودخلت الى ممراتها حتى صار التنقل بين القاعات الدراسية بواسطة ( المشاحيف ) ، ورغم هذه الظروف الصعبة لم تتوقف الدراسة في الجامعة و اصبحت الدراسة حالة ممتعة في مثل هذه الظروف ، وكان الآساتذه والطلبة يدخلون القاعات الدراسية ( حفاة ) وقد رفعوا سراويلهم حتى الركبة ، فيما كانت المسافة بين المعبر والجامعة تقطع مشياً على الاقدام لعدم توفر السيارات ، رحم الله ايام زمان ، وياليتنا نعود على مقاعد الدراسة، ولكن في نفس المكان الذي كانت فيه الجامعة القديمة في التنومه ، لكن للاسف فايام الصبا والجامعة أصبحت مجرد ذكريات .