كانبيرا / مصطفى الشعباني
الْيَوْمَ الأول 2017/4/12
خرجنا من مدينة واقا واقا بعد ان تجولنا قليلا بالسيارة في شوارعها وانطلقت بِنَا السيارة عبر طريق معبد حديث وبدأت ملامح الأرض وتضاريسها تختلف شيئا فشيئا عن تلك الطبيعة الجبلية. والأشجار الكبيرة من أشجار السرول. لتحل محلها مساحات شاسعةمغطاة بأعشاب وشجيرات صغيرة وكانت محطتنا الثانية مدينة هاي Hay وهي مدينة صغيرة نظيفة وصلناها في حدود الساعة. الثانية عشرة. طوال الطريق من واقا. واقا اقترحت على الأخوين محمد وامراجع ان يقوم كل واحد منا. بالحديث عن بلده. وموطنه فيذكر تاريخه وطبيعته وتضاريسه وألمع شخصياته الوطنية وشعراءه البارزين. وكانت البداية عند اخونا ابن البصرة. حيث جال بِنَا ودار حول تاريخ البصرة والعراق بشكل عام. وتناول. شعرائها وأخبارهم وكنا من حين لآخر نقاطعه بأسئلة ومحاورات وكانت للشاعر امراجع مداخلات ومقتطفات من أشعار بدر شاكر السياب ابن البصرة. وهكذا مرت تلك المسافة دون ان ندري فقد احتواها. اخونا. محمد بغزارة. معلوماته ولما لا فهو صحفي وإعلامي. متمرس وله باع وخبرة. ويحق له انٌ تكون له ذاكرة وطن. .
في مدينة Hay كانت البداية لبعض المواقف الجادة أو التي تحمل في أحداثها طرافة. حين قبلنا رفقة اخونا محمد. كنّا اعتبرناه اخ في منزلة الضيف. والضيف عند العربي وتقاليده. ونحن لا نزال نتوارثها. كما هي عند محمد ” الضيف في حكم المضيف ” لذلك كان حرصنا ان يكون ضيفا عزيزا وكانت كل الأمور مرتبة ومتوفرة ولسنا على الأقل في تلك المرحلة المبكرة من الرحلة ان نضيف شيئا. …. عدا الخبز كي نعد ساندوتشات. فقد حان واقترب موعد تناولها. لذلك بحثنا عن سوق بالمدينة كي نشتري الخبز الذي لم نتمكن من شراءه فجر الْيَوْمَ من كانبيرا وهذا كل ما نحتاجه. تركنا البعض قريبا من السيارة وذهبت. يرافقني ابني وجدت نوعا من الخبز وليس ذلك الذي نطلبه ولكن شيء خير من لا شيء. أخذت بضعة أرغفة واقتربت من البائعة. وتفاجأت ان اجد محمدا وقد كدس بعضا من الفواكه وهي موجود منها كثير بالسيارة. في ذات اللحظة وصل امراجع طبعا. لم يرق لي ذلك فنحن لسنا في حاجة لها الان وثانيا لايجوز لمحمد وفِي مثل وضعه ضيفا مكرما ان يسابقنا للدفع سواء للبنزين أو المواد … مرت لحظة ولم انتبه الا وامراجع قد انتزع تلك الفواكه من محمد وأرجعها الى الرف ولَم ينج من المصادرة الا بطيخة واحدة خرجنا وقد ساد صمت بين الجميع . تمتاز المنطقة الممتدة من مدينة Hay وحتى ميلدورا. بمزارع العنب الحمضيات التي تمتد لمساحات شاسعة وهي مناطق سهلية .
وأخيرا وصلنا الى الحد الفاصل بين ولاية فيكتوريا وساوث استراليا حيث تنتصب بوابة الحدود أوقفتنا الشرطية وسألت هل لديكم خضراوات أو فواكه. أجبناها نعم …دارت حول السيارة وطلبت فتح الباب الخلفي وأخذت تنزل كل الخضروات والفواكه وسط ذهول منا وسألناها فقالت ممنوع. دخولها الى الولاية تحسبًا لوجود حشرة ضارة …وأخيرا وضعت يدها على بطيخة محمد الذي ظل يتتبعها مذهولا وغير مصدق ولسان حاله يقول أيعقل ان اتعرض في يوم واحد للتمشيط مرتين. من امراجع والآن تأخذ هذه الشرطية الشقراء. البطيخة وقد كان يمني نفسه. ان يتلذذ بمذاق البطيخ في هذه البراري. وساد صمت رهيب ووجوم للحظات بعد ان انطلقنا. وفجأة. انهمرت الضحكات والمكان بيني وبين امراجع. على حالة محمد. الذي لم يتردد في ان يشاركنا. التنكيت على الموقف. طوال ساعات المساء ظللنا نقطع المسافات وفِي حدود الساعة الثامنة والنصف وصلنا مدينة بورث بيري. محطتنا للتوقف والمبيت بعد ان قطعنا 1300كمً اتجهنا الفور للبحث عن فندق نقضي فيه ليلتنا وقد بلغ منا التعب والجهد وجدنا فندق وحجزنا. لكل واحد منا حجرة. واستغرق الجميع في نوم عميق. حتى الصباح حيث توجهنا لتناول الفطور.وبعد خروجنا من الفندق بحثنا عن سوق كي نتزود ببعض المستلزمات وأخذنا نبحث عن بعض المعلومات والخرائط عن وجهتنا. ولكن دون جدوى الى ان التقينا احد كبار السن فأشار علينا بالذهاب الى محطة القطار ففيها سنجد ما نحتاجه وفعلا ذهبنا هناك وقدمت لنا عجوز كل المساعدة وأعطتنا كتيبات ولكنها حذرتنا بضرورة توخي الحذر. في الطريق وعدم الوقوف للمارة العابرين وضرورة ملء خزانات الوقود دائما والانتباه من الحيوانات العابرة للطريق شكرناها كثيرا وودعناها. وانطلقنا
لنقطع ال1300كم الباقية
الى اللقاء في الجزء الرابع من الْيَوْمَ الاول