× مصطفى الشعباني – كانبيرا *
رحلة الْيَوْمَ الأول 2017/4/12
استيقظت عند الساعة الرابعة والنصف وقبل آذان صلاة الفجر بحوالي النصف ساعة وأتممت استعدادي وصليت الفجر وأيقظت الأولاد وفِي تلك الأثناء أرسل لي الصديق محمد بكر عنوان بيته كي نمر عليه ..خرجنا باتجاه بيت الأستاذ امراجع الذي كنت أتوقع أن أجده بانتظارنا عند مدخل العمارة ولكن يبدو أن السهو أخذه بعد صلاة الفجر فلم يرد على رنين الهاتف إلا بعد فترة …انتظرناه حوالي خمسة عشرة دقيقة ثم انطلقنا جميعا إلى بيت الأستاذ محمد بكر … وجدناه بانتظارنا على مدخل بيته وقد أعد حاجياته وبعض من المأكولات العراقية. والشاي
في حدود الساعة 6:30 بدأنا رحلتنا باتجاه الطريق السريع المؤدي إلى وجهتنا …طبعا عند دراستنا للمسافة البعيدة حوالي 2670كم للوصول إلى الصخرة وجدنا انه يستحيل قطعها بشكل مستمر متتابع. ولذلك رأينا أن نقسم المسافة إلى قسمين. نقطع مسافة تقارب أو تتجاوز بقليل 1300كم دون توقف لنتوقف للراحة في احد الفنادقفي مدينة Port Pirie ثم نواصل الْيَوْمَ الثاني رحلتنا إلى الصخرة وتقدر المسافة بحوالي 1300كم ….لم نشأ أن نحجز مسبقا في الفنادق تحسبًا من أي تأخير قد يطرأ مما يسبب لنا خسائر الداعي لها وتركنا أمر الحجز لوقته .
مع تباشير الضوء انطلقنا وكنت أنا أقود السيارة رغم أنني وزعت المهام بين أبنائي فحاتم. سائق ماهر متمرس بالقيادة وأعصابه ثابتة ويتحمل القيادة لساعات طوال ولايكل أو يمل لذلك كنت سأسلم له قيادة السيارة بعد أن أقطع بها شوطا لا بأس به فأنا أيضا أهوى قيادة السيارة أما حسام فكان صاحب المهام المتعددة …كونه الأصغر فينا كنت قد كلفته بتصوير الرحلة كاملة وكذلك إعداد الوجبات الخفيفة التي كان بارعا في إعدادها خاصة ساندوتشات البيض المقلي والتن ….
كنّا نمر عبر الجبال وأشجار الصنوبر. الضخمة التي تشتهر بها أستراليا وتكاد تغطي مساحات شاسعة منها واعتقد جازما أن أستراليا موطن هذا النوع من الأشجار ومنها انتقل إلى بقية دول العالم وقد سمعت أن الأشجار التي زرعها الإيطاليون في كثير من مناطق ليبيا وخاصة في ناحية سواني بن آدم وجرفها. وأحرقها لاحقا أولئك الجهلة. الذين لم يقدروا قيمتها. قد جلبها الإيطاليون من أستراليا عام 1935
بعد حوالي الساعة بدأ السيد امراجع يتململ فهو لم يدخن سيجارته المفضلة. ويحتسي كوب قهوته الصباحي اذ يبدو أنه أخذ على حين غرة منه … من جانبه أيضا بدأ الأستاذ محمد بكر يشير إلى وجود الشاي. وأننا يمكن أن نقف قليلا لتناول وجبة إفطار سريعة … من مميزات الطرق في أستراليا هي تزويدها بمراكز استراحة للمسافرين أحيانا تكون مجهزة بدورات المياه وهي على مسافات متقاربة. تمنح المسافر الشعور بالراحة وعدم التعب .. توقفنا في إحدى هذه المحطات. حيث تناولنا الكعك العراقي اللذيذ وشربنا كؤوس الشاي وانخرط أخونا امراجع في تزويد جسمه بالنيكوتين. فهو يعلم جيدا أن التدخين غير مسموح به داخل السيارة حرصا على صحة الجميع
….كانت أول المدن الرئيسيّة التي سنمر عليها هي مدينة Wagga Wagga وتبعد حوالي 224كم عن مدينة كانبيرا وكي تكون لهذه الرحلة فائدة معرفية يستوجب علي تقديم نبذة مختصرة عنها للتعريف بها وقد وصلنا إليها في حدود الساعة 9:30صباحا
مدينة Wagga Wagga
تعتبر مدينة Wagga Wagga من أكبر المدن الداخلية في ولاية New South Wales والمدينة التاسعة على مستوى أستراليا من حيث النمو ويمر بها الطريق السريع الذي يربط مدينتي سيدني وملبورن مما جعل منها منطقة هامة ومركز للنقل السريع بين الولايات وأصبحت مستودعا للشاحنات الثقيلة العابرة ومركزا لشركات النقل الكبيرة .
السكان الأصليين هم من شعب ” ويرادجوري” وتعني كلمة Waggaصوت الغراب ، يقال أن المستكشف الأوروبي تشارلز ستيرت. أول من إكتشف المنطقة عام 1829 وكان الناس آنذاك يمتلكون الأراضي بصورة غير قانونية ولكن في عام 1836 تم وضع نظام للتراخيص وفِي عام 1849 أطلق اسم Wagga Wagga رسميا. نمت هذه القريةالصغيرة وأصبحت بلدية في عام 1870 وتم اختيار جورج فوريست أول عمدة للبلدية وكانت منافسا قويا لتكون. عاصمة لأستراليا خلال مرحلة تكون الدولة في تلك الفترة على النمط الاتحادي المعروفة به الآن وشهدت المدينة نموا كبيرا حتى عام. 1941حين رصفت الطرق وأنشئت الحدائق العامة والمباني والشوارع . خلال الحرب العالمية الأولى كانت المدينة مركزا هامالتجنيدالمحاربين وأنشئت بها قاعدة عسكرية في منطقة كابوكا والقاعدة الجوية الملكية الأسترالية في فوريست هيل والقاعدة الجوية في اورانكينتي وبعد الحرب العالمية الثانية عام 1946 تم دمج مدينتي كيامبا وميتشل شيرس المجاورتين لها لتصبح Wagga Wagga مدينة كبيرة وهامة…يبلغ عدد سكانها حسب احصاء 2015 حوالي 55.820 ألف نسمة وسكانها ينحدرون من المهاجرين من إنجلترا ونيوزيلندا والمسيحية الكاثوليكية الرومانية هي الديانة الغالبة فيها … عام 1989 تم انشاء جامعة Wagga Wagga وتضم العديد من الكليات العلمية
يتبع لاحقا الجزء الثاني من الْيَوْمَ الأول
- كاتب ودبلو ماسي ليبي مقيم في كانبيرا