د. رحيم مزيد
مثيرٌ للقرف والانزعاج ان تلعب اي حكومة دور السمسار في صفقة مشبوهة كتلك التي افضت الى إطلاق سراح الصيادين القطريين. الحكومة التي تحترم نفسها تنأى باسمها عن التوسط بين العصابات والمافيات، لا سيما اذا لم يكن لشعبها ناقة ولا جمل في مثل هذه الصفقات .
ما الذي جناه الشعب العراقي من كل ما حصل، استدراج صيادين قطريين وسعوديين الى بادية العراق عبر منحهم سمات دخول رسمية ثم اختطافهم والمساومة على إطلاق سراحهم مقابل مبلغ من المال وفك الحصار عن عوائل محاصرة في سوريا؟! هل تريد الحكومة العراقية ان تقول انها جزء من جغرافية الجريمة والخطف العابرة للحدود؟ ام انها تريد اضفاء المقبولية على التورط القطري في الملف السوري؟
ام ان الامر يتعلق بتنفيذ رغبات دول إقليمية بعينها؟
العراقيون الذين يعرفون اكثر من غيرهم مآسي الخطف والقتل والارهاب، متعاطفون بلا ادنى شك مع المُختَطَفين والمُحاصَرين وأُسرهم، لكن العراق وشعبه اكبر بكثير من ان يزج باسمه في هكذا سيناريوهات عناوينها الخطف والمساومة.
ثم اذا كان الامر بالنسبة للعبادي ووزير داخليته بكل هذه السهولة، فلماذا لا يفاوض أيضاً الجماعات الإرهابية التي يخوض شعبنا ضدها معركة مقدسة منذ سنوات، ليجنب اهلنا التشريد والتقتيل مثلما حصل مع الصيادين القطريين؟! العراقيون الذين قدّموا خيرة شباب الدنيا قرابين لتحرير ارضهم لم يفكروا في احلك أوقات تمكن الارهابيين من الارض العراقية، مجرد التفكير في التفاوض مع الارهاب ورعاته، فمن اين جئتم بكل هذه الجرأة و الوقاحة لتلعبوا هذا الدور المَعيب في صفقة مُريبة من ألفها الى يائها!