عبدالزهرة الطالقاني
نعم هذه هي الحقيقة، لا أحد منهم يّسويها، لأنهم كلهم يركضون وراءها ويحاولون الحصول عليها وعلى أفضل النتائج ومزيد من المكاسب.. هي كالسمكة مأكولة مذمومة.. فائدتها كبيرة وطعمها لذيذ، إلا أن رائحتها تزكم الأنوف. يحصلون منها على مايريدون، ثم يشتمونها ويتهمونها بشتى التهم، ويدعون إلى تغيير قانونها ومفوضيتها.. مع أن المفوضين منهم، ولم يأت أحد من جهة مستقلة، بل كلهم ينتمون إلى تلك الأحزاب والكتل المشاركة بالعملية السياسية، تحت شعار “المحاصصة”. إنها الإنتخابات التي يزايد البعض على مقاطعتها وعدم الإشتراك فيها، وهم أحرص الناس على الإشتراك والإستحواذ على أكبر عدد من المقاعد.. كثير من السياسيين رفعوا هذا الشعار، وأعلنوا في تصريحاتهم أمام وسائل الإعلام بأنهم لا يشاركون في الإنتخابات المقبلة ويدعون إلى مقاطعتها.. المشكلة أن سياسيينا ذوي وجهين، يظهرون وجها ويخفون الآخر.. فيعلنون عبر وسائل الإعلام عن شيئ، وفي الإجتماعات الداخلية يتداولون أشياءً أخرى.. ثم أن كل أفعالهم تشير إلى أنهم (يموتون) على الإنتخابات، ويدعون الجمهور للتصويت لهم، ويرشحون أعضاءً جدد من أحزابهم وكتلهم، لتحقيق مزيد من المكاسب المادية من خلال النسب التي تستقطع من رواتب الأعضاء، ولهم فيهم مآرب أخرى. فكلما إقتربت الإنتخابات بحثوا عن ظهور إعلامي، وهناك بعض الوجوه لم يرها أحد منذ إنتخابات عام 2014، ولم نسمع لهم يوماً تصريحاً أو رأياً أومناقشة أو إضافة، بل أنهم ظهروا فجأة ليعلنوا عن أنفسهم انهم نواب في البرلمان العراقي، ولولا هذا الإعلان، لحسبنا انهم في برلمان آخر، ومن دولة أخرى. فواحدة من النواب تظهر على شاشة الفضائية الفلانية، لتقول لنا: أنها تعترض على زيارة العبادي إلى واشنطن، وأن لا فائدة ترتجى من تلك الرحلة.. في إطار خالف تُعرف.. ونائبة أخرى ولكي تكسب اصوات الرجال، تصرح أمام الملأ بأنها مع تعدد الزوجات، حتى أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والفضائيات وحديث الناس، وصار الجميع يلهج بإسمها، وهي دعاية إنتخابية ذكية ومبكرة، لم تأت من فراغ ،قد تكون جاءت من مستشار متمرس في العلاقات العامة، بحيث أطلقت البالونة فإذا بها تصبح محط أنظار العراقيين، والموضوع الاول في الشارع، وربما خرجت الدعاية إلى خارج الحدود، وليس بعيداً أن يستفيد بقية النواب من هذه التجربة الفذة، فيطلقون بالونات جديدة. في موضوع ينال إهتمام الناس فيلهجون بأسمائهم، وذلك مفيد جداً يوم الإنتخابات، حيث يدخلون في إطار الشهرة وتبقى اسماؤهم عالقة بالاذهان، فقد يخرج أحد النواب ليقول لنا: سنعيد منحة الصحفيين والمثقفين والفنانين، والناس يصدقونه، مع أن خزينة الدولة خاوية..ويخرج آخر ليقول: نحن ضد إزالة التجاوزات ويجب أن يبقى المواطنون المتجاوزون في الأراضي والمباني التي تجاوزوا عليها. فلا تصدقوه، وربما يخرج ثالث ليقول: لابد من توزيع موارد النفط على المواطنين نقدا، فيهب الناس جميعاً لتأييده، والإعلان عن مظلوميتهم لأنهم عراقيون ولم يتمتعوا بموارد نفطهم كما يتمتع الآخرون. أنها دعايات إنتخابية ليس الا ..فلا تصدقوها.