علي عبد الأمير
جاء المطرب عبد الحليم حافظ، الذي تمر اليوم 30 آذار 2017 ذكرى رحيله الأربعون، إلى بغداد في مناسبتين، الأولى مع وفد من فنانين عرب، لإقامة حفلتين في بغداد، ليومي الثلاثاء 9 و الخميس 11 حزيران 1964 على مسرح سينما النصر. أقام العندليب في فندق بغداد الدولي الجديد حينها والأفخم والكائن بشارع السعدون، القلب التجاري والسياحي الحديث للعاصمة العراقية. مقر اقامته صار “قبلة” الفتيات والنسوة اللائي اكتشفن ان من ينقر بلطف على الأرواح والأفئدة ومن يغني الأشواق والمحبة، صار بينهن حقا واللقاء معه أمرا ممكنا، على الرغم من مزاحمة الرجال لهن، مما أدى إلى غلق الشارع مرات عدة.
برنامج العندليب في زيارته الأولى، تضمن تسجيل لقاء معه في تلفزيون بغداد، فيما رافقه في حفلتيه بالعاصمة وثالثة بالموصل، عدد من المطربات والمطربين ونجوم السينما، أبرزهم نجاة الصغيرة. غنى عبد الحليم حافظ، الذي قدمه إلى الجمهور المحتشد في الصالة السينمائية والمسرحية الأحدث حينها ببغداد، الممثل حسن يوسف، أغنيات عاطفية وحماسية تهتف للزعيم جمال عبد الناصر والوحدة العربية. وفي السياق ذاته جاءت حفلته في الموصل.
وجد مطربون وملحنون عراقيون في الزيارة، فرصة للقاء النجم العربي الأكبر، وقدمت المطربة اللبنانية فائزة أحمد التي كانت صحبة الوفد، ملحنها الأول رضا علي إلى عبد الحليم حافظ الذي تحدث للصحافة بإعجاب عن القدرات التلحينية لصاحب لحن “خيّ لا تسد الباب” الذي أدته فائزة أيام اقامتها في بغداد وانطلاقتها إلى الفضاء العربي من هناك. في العام 1965م، كانت دار سينما النصر ومسرحها مكانا لزيارة ثانية إلى بغداد قدم خلالها عبد الحليم حافظ حفلة امتزجت في ألوانها الغنائية نعومة العاطفة وحماسة الألحان الوطنية والقومية، انتهت بلقاء مع الرئيس العراقي عبد السلام عارف.