كانبرا: اشواق الجابر
أستخدمت النباتات الطبيه منذ القدم لأن الإنسان خلق ليجد نفسه بين النباتات فوجد فيها غذاءه وكساءه ، لكن مع تقدم العلوم الصيدلانية وخصوصاً علم العقاقير الذي من خلاله بلغ علماء العقاقير قدراً كبيراً من العلم في مجال تصنيع الأدوية كيميائياً حلت الأدوية محل التداوي بالنباتات الطبية.
إلا أن الرجوع إلى الطبيعه يرواد الإنسان حيث أخذت المداواة بالآعشاب والأقبال عليها حيزاً كبيراً وخصوصاً بعد أن أدرجت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الأعشاب الطبيه تحت قائمة المكملات الغذائيه ،
ولقد أكدت الدراسات العلمية التي أجريت في الولايات المتحده الأمريكيه موضوع أستخدام هذه الأعشاب ، وبأن المبيعات السنويه بلغت مابين ( 2-3 بلايين دولار أمريكي ، وفي عام 1997 اجريت دراسة مسحية قدرت عدد
المستخدمين للأعشاب الطبية في أمريكا إلى مايقارب 60 مليون شخص ، وان ربع هذا العدد 15 مليون شخص كانوا يستخدمون المستحضرات العشبيه والفيتامينات مع أدوية كانت موصوفة لهم من قبل الأطباء ونتيجة لذلك فان كثيراً منهم عرضة لأخطار التدخلات ، ومن الأشياء التي تزيد الأمر سوءاً هو أن حوالي 47% – 72% من المرضى لايعيرون اهتماماً بذكر الأعشاب الطبيه ومستحضرات الفيتامينات عند الأطباء .
ولسوء الحظ فأن الأوراق العلمية التي تتحدث عن التدخلات بين الأدويه والنباتات الطبيه تكاد تكون معدومه ، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم القدرة على التعرف وتحديد الية التداخل ، ذلك أن النبات الطبي يحتوي على عدد كبير من المواد الكيميائية الأمر الذي يصعب معه تحديد الماده التي أحدثت التداخل ، ولهذا فان أمام الطاقم الطبي وخصوصاً الذين لهم علاقة مباشرة مع المريض مثل الأطباء والصيادله مسؤولية الحد من خطر التدخلات التي قد تتسب في إيذاء
المريض وخصوصاً الذين إذا المريض يأخذ أدوية ذات دليل علاجي متدن مثل ثيوفلين وفينايتون ودواء ديجوكسين وأن معظم التدخلات الدوائية مع الأعشاب الطبيه هي نظرية وقد تكون متوقعة الحدوث بناء على أسس علميه وليست مبنيه على أسس تجريبيه ومن الأمثله على ذلك مايلي :-
أولاً :- العرقسوس الأسم العلمي هو ( giyeyrrhiza glabra (
يعتبر العرقسوس مشروباً شعبياً في معظم بلدان الشرق الأوسط وكثير من البلدان ذات المناخ القاري الحار الجاف صيفاً لتقليل الأحساس بالعطش بالعطش ، يحتوي العرقسوس على مركبات عديده منها جلايكوزايد الجليسريهيزين
giycyrrhizin giycoside وهو المسؤول عن المذاق الحلو والذي يعتبر أحلى من السكر خمسين مرة وجلايكوزايد السابونين ( saponin giycoside المسؤول عن تكوين الرغوة والمركبات السابونيه تؤدي إلى تحلل خلايا الدم الحمراء ولذلك فأن حقن سنتيمتر مكعب واحد من عرق السوس في الدم تؤدي الى مادة كاربينوكوسولون ( carbenoxoione
التي تعمل على حبس عنصر الصوديوم والماء في الجسم محدثه أرتفاعاًفي ضغط الدم ، لاينصح شرب العرقسوس إذا كان الشخص يشكو من أرتفاع التوتر الشرياني بسبب حدوث تداخل دوائي مابين العرقسوس والأدويه الخافضة لارتفاع التوتر الشرياني .
ثانياً :- جنكوبيلوبا ginkgo biloba
من الأشجار المتعارف عليها منذ القدم مذكرة ومؤنثه وتعود إلى حوالي 250 مليون سنة ، وقد يصل إرتفاعها إلى 30 – 40 متراً بأنتشار مقداره 8 أمتار،وقد يصل قطر الجذع إلى (4-3 أمتار ) والشجرة مستقيمة الجذع عموديه
وتشكل أغصانها في فصل الربيع وأوراقها فريدة ومثيرة للأهتمام مروحيه الشكل
جلديه الملمس وناعمة . .وتفيد هذه النبته في معالجة مرض الزهايمر عندما يكون في مراحله الأولى وحالات الكأبه المستعصية وحالات طنين الأذن وضعف الأنتصاب الجنسي بجرعات تتراوح من (120-240)ملغم وعن أحتمالية زياده النزيف الدموي لمرضى يأخذون هذه النبته مع أدويه تمنع تجمع الصفائح الدمويه كدواء الأسبرين ودواء دايبيراديمول dipyrido mole وكذلك مع دواء وارفارين المانع لتخثر الدم .
ثالثاً :- الثوم الأسم العلمي هو allium sativum
ينتمي إلى الفصيلة النرجسية amary lliaceae
ويمكن أن يزيد من فعالية أدوية مانعه لتخثر الدم anticoagulants
والأدوية المانعه لتجمع الصفائح الدمويه .
رابعاً :- بعض الخضروات مثل القرنبيط والملفوف
تحتوي على مواد لها القدره على تحفيز نشا الأنزيمات المسؤولة عن عملية الاستقلاب ، لقد وجد بأن هذه الخضروات تحتوي على مركبات تنتمي إلى مجموعة الآندول indoles والتي لها تاثير بيولوجي ولها القدرة على التدخل
في أيض الأدوية فدوار بارسيتمامول يتم أيضه بدرجة أعلى بتناول مثل هذه الخضروات وكذلك دواء وارفارين وأن التوتر الحيوي للدواء فيناسيتين phenacetin يقل بنسبة 50 % مقارنة بتناول طعام خال من الخضروات التي لاتحتوي على مركبات الأندول ، وكذلك الحمضيات التي تحتوي على مركبات فلافونويدية flavonoids مثل ليمون الجنة الليمون الهندي grapefruit الذي الذي يحتوي على مواد فلافونويديه تارينجين تعمل على زيادة كمية بعض الآدويه في الدم عن طريق تقليل أيض الأدويه المبكر فشرب عصير ليمون الجنة مع دواء فيلوديبين يرتفع توافره الحيوي نسبة 206 , 284 % مقارنة بتناوله مع الماء ودواء نيفيديبين nifedipine الذي يرتفع توافره الحيوي إلى أكثر من الضعف عند أخذه مع هذا العصير وعصير ليمون الجنه يزيد من توافر الحيوي للأدويه التاليه ( ميدازولام ، وسيمفاستاتين ) واشارت الدراسات إلى إلى أن الجرعات القليله من شراب عصير ليمون الجنة في بادئ الأمر يثبط نشاط أنزيمات الأمعاء ولهذا تكون الزيادة في التوافر الحيوي لمثل هذه الأدويه قليلة بينما الجرعات المتكرره تعمل على تثبيط أنزيمات الكبد المسؤولة عن أستقلاب مثل هذه الأدويه ، ولهذا فإن زيادة التوافر الحيوي تكون محظوظه بشكل كبير وأن الأنزيمات التي يثبطها عصير ليمون الجنة تتبع لنظام أنزيمي متعدد يطلق عليه سايتوكروم وهناك مجموعه من الأرشادات التي نتحدث
بها الأن للحد من حدوث التدخلات وهي .
1- المعرفة الجيدة للأدوية معرفة خصائص الأدويه والفعل الدوائي الرئيس والثانوي وخصوصاً الأدوية الداخلية في المعالجة والأدويه المتوقع وصفها
للمريض ضروية للحد من حدوث التدخلات الدوائية ، أيضاً يجب أن يؤخذ
بعين الاعتبار الأدوية البديله الأقل تسبباً في حدوث التدخلات الطبيه .
2- أستخدام أقل عدد ممكن من الآدويه في المعالجة
3- معرفة التاريخ الدوائي ضروره المرفة الدقيقة والشاملة لكل من الأدوية التي تصرف بوصفة طبية ، ذلك أن كثيراً من المرضى لايعيرون أهتماماً
للأدويه التي يأخذونها بدون وصفة طبية ولا يتذكرونها وربما تكون هي السبب في حدوث كثير من التدخلات الدوائية .
4- المراقبه الدوريه لنظام معالجة ليست فقط من أجل تسجيل حدوث التدخلات الدوائية بل أيضاً ملاحظة أي أثر سلبي للدواء وقد يظهر على المريض ووضع الحلول المناسبة لتفاديها أو لحد منها وأن أي تغير قد يظهر على سلوك المريض يجب أن يفسر على أنه ناتج عن الأثار الجانبيه للأدويه مالم يثبت العكس .