البصرة – سعدي السند:
احتفلت وزارة النفط العراقية الأسبوع الماضي في موقع ميناء شركة غاز البصرة بمنطقة خور الزبير الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة البصرة بتصدير أول شحنة من الغاز السائل الى الأسواق العالمية.حضر الأحتفال وكيل وزير النفط لشؤون الغاز وعدد من المدراء العامين والمسؤولين في الوزارة وسايمون دايمن مدير عام شركة غاز البصرة .
هذا الحدث المهم سيكون رافدا
اقتصاديا مهما لبلدنا العزيز
وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز الدكتور حامد الزوبعي قال : ان الفترة الماضية شهدت تطورا كبيرا في مجال تطوير صناعة الغاز في العراق والمتمثلة بعملية معالجة انتاجه وكذلك عمليات استهلاكه في مجالات الأستخدام المنزلي وكذلك كوقود للسيارات وفي شتى الصناعات كالأسمدة والبتروكيمياويات ومعامل الأسمنت ومحطات الطاقة الكهربائية التي شهدت تحسنا ملموسا في تجهيزها للمواطنين بفضل التحسن الكبير والارتفاع الملحوظ في انتاج الغاز الجاف .
وأضاف الزوبعي : وهانحن نحتفل اليوم بتصدير الغاز السائل والذي يحدث لأول مرة في العراق حيث ان ارتفاع انتاج الغاز السائل بشكل مستمر وحسب انجاز المشاريع بشكل تتابعي مكننا من سد الحاجة المحلية لأستهلاك الغاز السائل ومن ثم بناء خزين استراتيجي للحالات الطارئة ونحتفل هذا اليوم بتصدير الفائض عن الحاجة وستكون عملية التصدير تصاعدية وفق زيادة الأنتاج حيث ان هذا الحدث المهم سيكون رافدا اقتصاديا مهما لبلدنا العزيز وفي هذا الظرف المالي الصعب اذ نفخر بأننا تمكنا من الوصول الى سد الحاجة الأستهلاكية والبدء بالتصدير بعد ان كنا قبل عام من الآن نستورد هذه المادة بملايين الدولارات لغرض سد الحاجة الأستهلاكية وتعتبر هذه البداية بالتصدير نقلة نوعية لمشروع طويل الأمد يهدف الى جعل العراق أحد أكبر مصدري الغاز السائل في المنطقة , مشيرا الى ان سعر الطن الواحد من الغازل السائل وحسب السعر الدولي اليوم هي 350 دولارا .
هذا الإنتاج تحقق بغضون ثلاث
سنوات فقط من انشاء الشركة
أما مدير عام شركة غاز البصرة سايمون دايمن فقد أكد : نقف اليوم في الميناء التابع لشركة غاز البصرة لنشهد انجازا تاريخيا تحقق من خلال الجهود الكبيرة التي بذلت في غضون السنوات القليلة الماضية من خلال اكمال مشاريع التوسع والصيانة للبنى التحتية لمنشآت الغاز في جنوب العراق وهذا ناتج من خلال العمل المشترك بين شركة غاز البصرة والحكومة العراقية وسوف يقوم العراق اليوم بتصدير أول شحنة مضغوطة من الغاز السائل الفائض عن الحاجة بمقدار (2000) طن حيث تحقق هذا الانتاج بغضون ثلاث سنوات فقط من انشاء الشركة وقد ادى الى رفع القدرة الانتاجية للغاز الى ضعف الكمية السابقة مما ادى ذلك الى سد معظم الحاجة المحلية التي كانت تستورد من الخارج حيث اثمرت الجهود المركزة والمستمرة عن تحويل النقص المحلي في الغاز السائل الى كميات فائضة والذي سوف يمكّن العراق من تصديره بشكل مستمر وتحقيق مصدر دخل جديد ومهم لمصلحة العراق وان شركتنا فخورة جدا بهذا الانجاز وان فوائد مشروعنا هذا كبيرة للعراق بمعالجة الغاز الطبيعي الذي كان يحرق سابقا والاستفادة منه في عدد من المنتجات كالمكثفات والغاز الجاف للكهرباء اضافة الى الغاز السائل (غاز الطبخ).
عام 2020 سيشهد استثمار كافة
الغاز المحروق المصاحب لاستخراج النفط
الى ذلك بين مدير عام شركة غاز الجنوب حسام حسين ولي: ان شركة غاز البصرة عملت على وضع خطة لاستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط منذ ثلاث سنوات ونجحت بإستثمار اكثر من 50% من الغاز, لافتا الى ان استثمار الغاز بهذه النسبة انعكس بشكل ايجابي على انتاج الغاز الجاف الذي يجهز محطات الطاقة الكهربائية مؤكدا ان عام 2020 سيشهد استثمار كافة الغاز المحروق المصاحب لاستخراج النفط.
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد ان العراق حقق تقدما ملحوظا على صعيد المشاريع التي اثمرت عن ارتفاع معدل انتاج الغاز السائل الى 5000طن باليوم لافتا الى ان ذلك يمثل حدثا اقتصاديا ونفطيا مهما لأنه يأتي في ظل التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجه بلدنا العزيز الذي يخطط ليكون احد الدول المنتجة والمصدرة للغاز في المنطقة، وأضاف جهاد ان تصدير هذه الشحنة يأتي في اطار الاستثمار الامثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية وخطط الوزارة الرامية لتعظيم الانتاج الوطني من هذه الثروة وذلك بهدف ضمان إيرادات مالية ترفد الخزينة الاتحادية الى جانب تصدير النفط الخام والمكثفات، مشيرا الى ان هذه الخطوة تمثل انطلاقة مهمة في دخول العراق للأسواق العالمية في هذا القطاع.
وكانت وزارة النفط قد أعلنت في شباط 2016 ان العراق تمكن من استثمار 55% من الغاز المصاحب والذي كان يحرق سابقا ،مؤكدة ان كمية الغاز المصاحب سيزداد انتاجه بزيادة الانتاج النفطي ، وتفيد التقديرات الأولية بأن العراق يمتلك مخزوناً يقدر بـ (112) ترليون قدم مكعب من الغاز، إلا أن 700 مليون قدم مكعب منه كان يحترق يومياً ويهدر بسبب عدم وجود البنية التحتية لمعالجته. ويحتل العراق المرتبة الحادية عشر بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي بعد كل من روسيا وايران وقطر والسعودية والإمارات وأميركا ونيجريا وفنزويلا والجزائر.
ويذكر ان شركة غاز البصرة تملك ميناءا في منطقة خور الزبير _ أم قصر وتديره وفقا لرؤية الحكومة العراقية وقد تم تأسيس الشركة عام 2013 لمجابهة تحديات نقص الطاقة وتعد أنموذجا فريدا في العراق للشراكة بين القطاعين العام والخاص و تتألف من شركة غاز الجنوب وشركتي شل وميتسيوبيشي وتعالج الشركة الغاز الذي كان يحرق ليكون أكبر مشروع لأستثمار الغاز في تاريخ العراق .