الفنانة التشكيلية والشاعرة الشابة ايفان الدراجي تعد من المواهب الجديدة في مدينة البصرة التي تحاول عبر اشتغالها على الرسم والترجمة والفن التشكيلي والتصميم ان تجد لها فضاءً حراً يعبر عن مكنون المرأة في القرن الواحد والعشرين.
وفي ظل التحديات الصعبة التي تواجه المرأة العراقية تحديداً وهي تمر ربما باكثر لحظات العراق الحديث حراجة، لحظة التأسيس لدولة الحضارة والمدنية والجمال.(الاتحاد) التقت الفنانة ايفان وجالت معها في مدارات اشتغالها فكان هذا الحوار:
* كيف تصف ايفان الدراجي بداياتها مع الرسم والشعر؟
ـ لكلٍ بداية منفصلة عن الأخرى.. أولاً سأختصر الطريق واصف نفسي كثلاثة ارواح وعقول وقلوب جزئها المرئي الصغير.. جسد. بالضبط كأن في داخلي ثلاثة اشخاص مستقلين ومنفصلين عن بعضهم..ولكل حياته الخاصة..
بالنسبة للرسم.. كانت بداياته ابكر قليلا من الكتابة.. فبحكم كون والدتي طالبة ثانوية حين أنجبتني.. آلفت القلم والألوان مبكرا .. واخذت اخط وارسم والطخ تعبيرا عن كل ما يدور بداخلي.. قيل لي باني كنت خيالية جدا وطفلة هادئة..قليلة الكلام كثيرة الاستغراق بافكارها.. لذا كان الرسم لساني.. وحين كبرت ألفته اكثر فصار الرسم ملاذي الآمن.. لأننا بكثير من الاحيان نلجُ مجاهيل ذواتنا التي نعجز عن وصفها ولو اصطفت ملايين المفردات للتعبير لكننا لن نتمكن من التقاط واحدة تروي عطش البوح .. الرسم احد حواسي.اما الكتابة فذلك عالم آخر، كثيرا ما اعتبر نفسي اكتب لا بالقلم بل بأظافري.هناك محطتين ما زالتا عالقتين بذهني بخصوص الكتابة ، الاولى حين اختاروني بالمدرسة الابتدائية لإلقاء كلمة الخميس ورفع العلم والتي كنت اكتبها بناءً على توجيهات معلمتي..تقريبا كل خميس.. كان ذلك حين كنت بالصف الخامس .. والمحطة الثانية حين نظمت مدرستي الثانوية مسابقة للقصة القصيرة وفزت حينها بالمرتبة الثانية، وكنت بعمر الثالثة عشرة تقريبا…الكتابة حاستي السادسة.كانت هاتين المحطتين هما اول حرف بمشواري في الكتابة.
* اقمت مؤخرا معرضا للوحاتك، كيف تنظرين الى هذه التجربة؟
ـ معرضي الشخصي الاول (حواس انثوية) بعد عدة معارض مشتركة.. حمل رسائل اؤمن بها واحملها ما حييت.. مع انني لم امارس الخطاب المباشر بأعمالي فقد كنت ألهو أكثر منه شغلا احترافيا ، تنوعت مواضيعه وآليات طرحه كتنوعنا وتنوع الحياة حولنا.. بالنسبة لها كتجربة.. ما زلت والحمد لله احصد ثمارها .. لان المعرض بالنسبة لأي فنان هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن المتلقي من الالتقاء بريشته وروحه وثقافته الفنية .. لا يمكن طبع العمل الفني ولا نشره كالنصوص.. واذا ظل يرسم محتفظا بلوحاته في البيت فهو كمن يقبّل نفسه !
* لك اسهامات في مجال الترجمة والمقالة الصحفية، الى اي حد يستطيع الفنان الجمع بين عدة خطابات كالرسم والكتابة الصحفية والترجمة؟
ــ سأكتفي القول بأن الفن كائن يختار ساعة وكيفية ولادته .ليس خطئاً أن نطرق الأبواب.. فدائما دائما ثمة وطنٌ قريب منا..لكننا نجهل بابه أو نخاف الولوج فيه.
* كيف تنظرين الى افق الحرية للفنانة الأنثى في وسط محافظة كمدينة البصرة؟
ـ آه الحريّة.. الحريّة في البصرة لا تعلو سقف شناشيلها!
* بماذا تحلم ايفان؟
ـ سؤال صعب.. لا يمكن ان احصر أحلامي بسطور.. فأنا طموحة. لكنني لن أكون أنانية في الإجابة على هذا السؤال.
أحلم بوطنٍ شعبُه يحاكي حضارته وثقافته وصروحه المنقوشة بالتاريخ.. أحلم بوطن لا تكون كسرة الخبز همّه الأول.. بل حقه المُنال والمُستحق.. أحلم بأخي (الآخر) يقبلني ويفهمني ويتعايش معي كما أشاء وكما أنا..أحلمُ بوطنٍ أكون فيه حرّة، كريمة، مستقلة و سعيدة بما لدي.