* احمد الياسري – سدني
– سياسة الحكومة العراقية الخارجية منذ تسلم العبادي والى اليوم تعتمد على فكرة النأي عن لعبة المحاور المشتركة والتركيز على فكرة المصالح المشتركة ..
– الخطأ الذي ارتكبته الحكومات السابقة بإقحام العراق في صراع المحاور الذي يكتسح المنطقة أدى الى خسارة ثلث الارض العراقية وربع الموارد العراقية ونصف القوة العسكرية وثلاث ارباع الثروة العراقية
– العراق الان يحتاج الى رؤية جديدة تخرجه من التعقيد والتصعيد الذي تحاول المحاور المتصارعة جعل العراق ساحة له ..
– المحور الامريكي العربي السني يراهن على تقسيم العراق واستنزاف طاقات أقاليمه المقسمة لاضعاف قدرة المحور الروسي الإيراني الشيعي في التمدد نحو مضايق البحار الدافئة من خلال اغلاق النافذة العراقية التي ستتحول الى ثلاث نوافذ بديلة ( كوردية ، سنية ، شيعية ) .
– المحور الروسي الإيراني الشيعي يقاوم فكرة تقسيم العراق الذي يتبناها المحور الامريكي السني ويريد ان يحرق أوراق المحور الاول بتفكيك قدرة الدولة العراقية على صنع القرار الاستراتيجي ذاتياً وخلق قوة داخلية بديلة تقاوم مشروع المحور الاول .
– داعش هي كرة النار التي تتقاذفها المحاور لتحقيق مكتسبات استراتيجية على أراضٍ من المؤكد انها ستكون أراض محروقة لو لم يفكر ساستها بالخروج من عنق زجاجة التقاطعات المحورية .
– العراق يفهم اللعبة تماماً فأوجد محورا استراتيجياً بديلاً ( الصين ) التي ليست جزءا من هذه المحاور، البلد ذات القدرة الاقتصادية والعسكرية الهائلة الدولة العظمى الوحيدة التي تعيش ( برأس شيوعي وجسم رأسمالي متضخم لديه القدرة على ابتلاع العالم دون ان يطلق طلقة واحدة ) .
– العراق بظروفه الحالية المعقدة يحتاج الى شريك بهذه المواصفات ، شريك يمنحه القدرة الاقتصادية والعسكرية على مواجهة التحديات دون ان يرهقه بشروطه ودون ان يصدر له ازماته السياسية كما تفعل المحاور المتصارعة بالمنطقة ،
التوقيع على اتفاقيات شراكة اقتصادية وعسكرية كان من ضمنها الزام الصين بدعم السيادة العراقية عسكرياً فيما لو حاول اي محورٍ استخدام الارض العراقية لضرب المحور الاخر ،
هذا التحالف برأيي سيحرج الامريكان وسنة المنطقة وسيحرج روسيا وإيران وسيجبرها على التعامل مع العراق كدولة لها شخصية تمتلك القدرة على اعادة تأهيل قوتها في اعقد الظروف ويجعل المحاور تعيد حساباتها في التعاطي مع الملف العراقي خصوصاً بعد ان اجبر العراق تركيا على الاعتراف بالاعتداء على السيادة العراقية وتقرير الانسحاب من الارض ولو ضمنياً دون ان يطلق طلقة واحدة او يريق قطرة دم عراقية واحدة ….
– الحلف مع الصين هو الحلف الاقرب للمصلحة العراقية في هذه الظروف الذي يحتاج الى دعم شعبي عراقي والابتعاد عن لغة الشعارات الخطابية التي دمرت العراق وأوصلته لما وصل اليه .. وما السلطان قابوس وسلطنة عمان ببعيدة عنكم يا أولي الالباب ، لا بأس ان يتحول العراق الى عمان ثانية تنأى بشعبها وأرضها عن الصراعات الاستراتيجية الإقليمية . انا مع رؤية الحكومة العراقية وارفع لها القبعة فما فعلته كان ضربة معلم ننتظر تحقيق نتائج حلف الشراكة الصينية على الارض.
* مدير تحرير جريدة العراقية في سدني