وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

مقالات

الاعلام العراقي .. وأسئلة النهوض

*- سمير قاسم هاشم
يتساءل الكثير من المواطنين .. هل فقد الإعلام مصداقيته وهم يسمعون ويشاهدون الكثير من الأنباء المتضاربة ، أيهما أصح وأيهما يمكن أن يكون بوصلة يجذب إهتمام المواطنين الذين بدأوا ينقسمون على أنفسهم ، ولعل الكثير منهم يدرك أن هذه المهنة أصبحت هشة ما جعل الكثير ممن لا علاقة لهم يدخل الى هذا المجال الخطير الذي من الممكن ان يكون مؤثراً صانع رأي ام في الكثير من الدول التي تمتلك حرية الاعلام وعدم تبعيته . ولا شك فيه ان الاعلام يسهم في تشكيل افكار المجتمع وهذا التشكيل اما ان يكون عامل بناء او عامل هدم، ربما يكون الإعلام هو المهنة الوحيدة التي من الممكن العمل فيها دون تخصص ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى مهارة وخبرة ودراية بما يتم تقديمه من بواباتها الكبيرة والواسعة ، ما يدفعنا إلى التساؤل لماذا إذن هناك دراسات أكاديمية للإعلام ، ولماذا هناك مراكز تأهيل وتطوير إعلامي هل أصبح تدريس الإعلام داخل الجامعات تحصيل حاصل ؟، وهل ما يتم تدريسه بالحرم الجامعي يعدُّ شيءٌ ، وما يقومون بتطبيقه على الواقع شيء أخر هل أن ذلك يرجع الى المصلحة التجارية والربحية التي جعلت من سوق الاعلام مجالاً للتنافس التجاري ؟ . وان الاعلام النزيه هدفه واضح يبين القضايا والحقائق بشكل امينا ويقف بالقرب من جميع الاطراف التي يتعامل معها فلا يجامل طرفا على حساب اخر ولا يتحامل عليه لان كل همه الوصول للحقيقة فليس همه احداث سبق صحفي ولا يستخدم اعلامه من اجل تحقيق منافع شخصية وإذا كانت الصحافة المكتوبة قد حافظت ولو بجزء يسير على خصوصيتها فإنَّ الإعلام المسموع والمرئي تعرض إلى سيل من الدخلاء على المؤسسة الإعلامية حتى أنَّ الكثير ممن لا علاقة لهم بالاعلام أصبحوا إعلاميين بارزين يخصص لهم برامج كثيرة لكنها لا تختلف عن بعضها في أسلوبها ومضمونها ، يقدمها مجموعة من الدخلاء الجدد على الإعلام ، أليس من الواجب الإلتزام بالأخلاق الاعلامية ، وهذا الكلام ينطبقُ على الصحافة المكتوبة أيضاً ، سواء الألكترونية أم الورقية .
هل أصبح الإعلام العراقي ما بعد 2003 سوقا تجارية أكثر منه مهنيا وإلى أي مدى يمكن أن يفقد أو تفقد هذه السلطة الرابعة سلطتها؟ وهل ستتخلى في يوم ما عن عرشها نتيجة الدخول غير المحسوب للكثيرين في هذا المجال ؟ ،أم أن الإعلام يمكن أن يفقد هيبته ومصداقيته بالنتيجة الحتمية للدخول الطاريء للبعض على هذه المهنة ؟
أسئلةٌ كثيرةٌ ، وأجوبة لا تحل اللغز ، لكن الواقع يفرضُ أحياناً أجندته على الإعلام والصحافة في العراق والخارج بشكل عام ، ومع هذا يجب أن يتحلى الصحفيُّ عن أخلاق مهنته ، لأنها بالنهاية رسالة يمكن من خلالها لإعادة رسم الملامح التي دمرتها الحروب والحصارات والإرهاب ، وهذه المهمة يجب أن توكل إلى من يمتلكون الأكاديمية بالدرجة الأساس ، لأنهم  أقسموا وهم يستلمون شهاداتهم على شرف المهنة ، ومن ثمَّ إلى الأشخاص الكفوئين الذين يمتلكون رسالة أخلاقية ووطنية هادفة يمكن من خلالها أن تحقق رفاهية المواطن الذي شتتهُ وسائل الإعلام بشكلٍ أو بآخر ، ولنكن يداً واحدة تنظرُ بعين المستقبل إلى وطنٍ علم الأرض الكتابة .. ولا نكون متشرذمين بسبب هوياتنا الفرعية ، لأنَّ هويتنا الكبرى هي العراق .

* اعلامي عراقي مقيم في استراليا

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961