البصرة / جاسم داخل الناصري:
لم يكن شط العرب نهرا عاديا في حياة القاطنين على ضفتية على امتداد ( 198 ) كيلو مترا من التقاء دجلة والفرات في منطقة القرنة وحتى مصبة في الخليج العربي ,, بل محاربا من طراز خاص ، كثيرا ما ارتدى بدلته العسكرية وخوذته الحربية في الحروب الطويله التي شهدها الشط على امتداد قرون طويله معظمها بين العراق وايران لفرض السيادة علية ….ولم يشهد التاريخ ومنذ الازل ان اتفق طرفان مختلفان على مشكلة مثلما اتفق ( ضمنا ) العراق وايران على تنفيذ جريمة منظمة لاغتياله الشط حاليا ..
في البداية لم تبذل الحكومات العراقية منذ انتهاء الحرب العراقية الايرانية عام 1988 من جهد جديا واضحا في رفع الغوارق من ناقلات نفط وبواخر نقل وقطع بحرية يقدر المختصون اعدادها باكثر من 90 قطعة بحرية … اضافة الى الكميات الهائلة من الطمى والغرين التي ترسبت في مجراة نتيجة الى تجفيف الاهوار وغياب عمليات الحفر المعروفة في الممرات الملاحية ….
وطعنت ايران الشط في خاصرته الشرقية بعد ان حولت مصبات المياه العذبة في انهار الكارون والكرخة وعشرات الجداول الاخرى من الشط الى داخل سدود باراضيها ودفعت بدلا عنها المياة المالحة التي تنقلها مبازل استصلاح الاراضي مما رفع نسبة الملوحة في مياة الشط اضافة الي الشحة التي يعاني منها اصلا لانخفاض مناسيب المياة القادمة الية من دول المنبع( تركيا وسوريا ) ….ولكي تمعن السلطات المحلية في البصرة في قتل الشط عقدت عشرات المقاولات مع شركات محلية لتفيذ شبكات المجاري والصرف الصحي وبدلا من من نقل تلك المياة الى محطات مختصة خاج المدن للتعامل معها كما هو معروف منذ سنوات بعيدة يجري صب تلك المياة في الانهر المتفرعة من الشط وبعملية المد والجزر تنتقل تلك الملوثات الى اعماقة ….
ويرى خبراء ان تلك العمليات من الجانبين العراقي والايراني ستكون سببا في قتل الشط وتحولة الى مكب للملوثات السائلة خلال السنوات القريبة مما سيحول بساتين ابي الخصيب والفاو والتنومه الى مناطق صحراوية .. وهذا بدات بوادرة بالظهور من خلال موت الالاف اشجار النخيل وعزوف الماشية والدواجن من تناول مياة الشط بعد ان اخذ الاهالي بشراء مياة الشرب … ارى ان هذة اكبر جريمة بيئية في العصر الحديث يحاسب عليها القانون الدولي.