كتبت اشواق شلال الجابر
في قلب العاصمة بغداد، وُلد الفنان حسن العاطفي يوم 21 حزيران عام 1998، ليبدأ رحلة ملهمة في عالم الإبداع رغم التحديات ، ورغم كونه كفيف البصر،الأن ذلك لم يقف عائقاً أمامه بل دافعاً ليصنع من مواهبه رسالة نور وأمل.
حسن هو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى: مطرب، ملحن، عازف أورغ وناي وهارمونيكا، وممثل يجيد الأداء الدرامي والكوميدي. كما أنه مقدم برامج طموح شارك في دورة صحفية ضمن الاتحاد العربي للمكفوفين، ما أضاف إلى رصيده بعداً إعلامياً وثقافياً.
من هواة الاطلاع والمعرفة العامة، يحب حسن خوض كل جديد في عالم الفنون، ويحلم بدخول مجال السينما بكل شغف، مؤكداً أن الفن لا يحتاج عيوناً ترى بقدر ما يحتاج قلباً يشعر وروحاً تنبض بالحياة.
وعلى الصعيد الشخصي، يعيش حسن حياته كأي شاب عادي، بل وربما أكثر حيوية: يقود دراجة هوائية ونارية، يلعب كرة القدم، يشارك أصدقاءه جلسات الدومينو، ويقضي أوقاته في المقاهي المتأثرة بأجواء كاظم الساهر، الفنان الذي يعتبره أحد مصادر إلهامه.
ورغم كل هذه المواهب والجهود، لم يجد حسن بعد الفرصة الحقيقية التي يستحقها. إلا أن انضمامه إلى نقابة الفنانين العراقيين – قسم الفنون الغنائية والموسيقية عام 2025 كان بداية اعتراف رسمي بموهبته، خصوصاً بعد حصوله على جوائز تقديرية تثبت أنه مبدع بكل معنى الكلمة.
حسن العاطفي ليس فقط فناناً، بل قصة نجاح ملهمة في مجتمع لا يمنح فرصاً بسهولة. هو نموذج للمثابرة والعزيمة، وموهبة تنتظر من يتبناها ليصل بها إلى الجمهور الذي يستحق أن يسمع صوته ويرى إبداعه.
ربما لم يجد حسن فرصته بعد، لكن من المؤكد أن النور الذي يشع من روحه وموهبته سيجعل من اسمه نجماً لا يُنسى في سماء الفن العراقي والعربي