مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: أعداد السوريين العائدين خلال أسبوعين أكبر من عددهم في عام 2023 بأكمله
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما تجاوز الآن العدد الإجمالي الذي سجلته الوكالة في عام 2023 بأكمله.
وقالت المفوضية إنه من خلال محادثاتها مع اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، وجدت أنه في حين أن الكثيرين مهتمون بالعودة، إلا أن معظمهم تبنوا نهج “الانتظار والترقب”، وأكدوا على الحاجة إلى الوضوح بشأن العديد من القضايا الحرجة.
وقالت إن مخاوفهم الأساسية تتركز على استقرار الوضع السياسي، والظروف الأمنية في مناطقهم الأصلية، والوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أنها ستجري مسوحات منتظمة لتتبع التغييرات في النوايا والتصورات، وضمان أن التخطيط والاستجابة يرتكزان على أولويات ومخاوف اللاجئين.
وفي داخل سوريا، قالت المفوضية إنها تتواصل مع السلطات المؤقتة عند النقاط الحدودية وفي المكاتب الحكومية الرئيسية التي استأنفت عملياتها، بما في ذلك مديرية الشؤون الاجتماعية. وأكدت أنه تم إعادة الوجود الحدودي والمراقبة من داخل البلاد.
وقالت إن الوضع الأمني في جميع أنحاء سوريا متعدد الأوجه، حيث تستقر بعض المناطق بينما تفتقر مناطق أخرى إلى حكم القانون وتعاني من النزوح واحتياجات إنسانية كبرى.
وأشارت إلى استئناف النقل بين السويداء ودمشق، مما يعكس العودة إلى الخدمات العادية في بعض المناطق، فيما يواصل العاملون الإنسانيون معالجة الفجوات الحرجة في الخدمات، وخاصة بالنسبة للسكان النازحين والعائدين.
وقام فريق من المفوضية بزيارة مدينة إدلب الأسبوع الماضي لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد، وأفاد بأن العديد من اللاجئين العائدين إلى سوريا وجدوا منازلهم إما مدمرة أو غير صالحة للسكن، مما أجبرهم على العيش في خيام، أو مع أفراد أسرهم، أو دفع رسوم إيجار باهظة. كما شكل انتشار الذخائر غير المنفجرة مصدر قلق كبير لدى العائدين، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم أراض زراعية أو منازل بالقرب من مناطق الخطوط الأمامية السابقة.
وتطرقت المفوضية إلى العديد من التصريحات الصادرة عن وزارة الداخلية التركية بأن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون طوعية وآمنة وكريمة ومنظمة. وأشارت إلى ما ذكره وزير الداخلية التركي عن موافقة رئيس البلاد رجب طيب أردوغان على زيارات “الذهاب والاستكشاف” للسوريين الذين لجئوا إلى تركيا، من 1 كانون الثاني/يناير حتى 1 تموز/يوليو 2025. وخلال هذه الفترة سيتمكن رب الأسرة المعين من دخول البلاد ومغادرتها ثلاث مرات خلال الأشهر الستة.
الوضع الإنساني على الأرض
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المجتمع الإنساني يبذل قصارى جهده لدعم الناس في سوريا حسبما تسمح الظروف الأمنية واللوجستية.
وفي حين عادت عملية إنتاج وتوزيع الخبز إلى طبيعتها بشكل عام في معظم المدن السورية، لا تزال بعض المناطق تواجه نقصا كبيرا، حيث يعمل عدد محدود من المخابز في حلب ودير الزور وحمص، مما تسبب في نقص إنتاج الخبز في تلك المحافظات.
كما لا يزال النظام الصحي في سوريا مثقلا بالزيادة في عدد المرضى، فضلا عن نقص الإمدادات الطبية والعاملين الصحيين. وأفاد شركاء الأمم المتحدة بأن الوصول إلى دعم الصحة العقلية لا يزال غير كافٍ، على الرغم من المستويات المرتفعة من الضائقة النفسية والصدمات، وخاصة بين الأطفال.
وقالوا أيضا إنه بحلول 20 كانون الأول/ ديسمبر، نزح أكثر من 720 ألف شخص منذ تصعيد الأعمال العدائية في سوريا في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر. وفي الوقت نفسه، عاد أكثر من 420 ألف نازح إلى مجتمعاتهم، معظمهم إلى محافظتي حماة وحلب.
من جانب اخر حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن انتشار الذخائر غير المنفجرة يشكل تهديدا كبيرا على المدنيين أثناء تنقلهم ، فقد أسفرت الحوادث المتعلقة بالذخائر غير المنفجرة عن سقوط العديد من الضحايا – وكان من بين المصابين أطفال – في محافظتي درعا وحلب ، وقالت الأمم المتحدة إن شركاءها يعملون على مدار الساعة في جميع أنحاء البلاد لتحديد وتمييز وإزالة التلوث بالذخائر غير المنفجرة.