منظمة الصحة العالمية: حظر الأونروا لن يجعل إسرائيل أكثر أمانا، وسيزيد معاناة سكان غزة
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس : ” إن حظر الأونروا لن يجعل إسرائيل أكثر أمانا، بل سيزيد فقط من معاناة سكان غزة ويزيد من خطر تفشي الأمراض وغيرها من المشاكل الصحية”. وأكد في منشور على موقع إكس أنه ” ببساطة، لا يوجد أي بديل للأونروا”.
الرسالة ذاتها أكدتها المتحدثة باسم الأونـروا لويز ووتريدج، مشيرة إلى أن أكثر من مليوني شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية. ومنذ بدء الحرب، وزعت الأونروا الطحين على حوالي 1.9 مليون شخص، وقدمت أكثر من 6.1 مليون استشارة رعاية صحية أولية، ووصلت إلى أكثر من 510,000 طفل بالدعم النفسي والاجتماعي.
يأتي هذا في أعقاب مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على قانونين يحظران عمل وكالة الأونروا في إسرائيل وفي الأرض الفلسطينية المحتلة ويمنعان المسؤولين الإسرائيليين من أي اتصال بالوكالة، وقد أبلغت إسرائيل رسميا الأمم المتحدة بانسحابها من اتفاق عام 1967 الذي ينظم علاقاتها مع الأونروا ، ومن من المتوقع أن يدخل القرار حيز التنفيذ في أواخر كانون الثاني/يناير.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد حذر من أنه ستكون له عواقب وخيمة على ملايين الفلسطينيين.
وتحدر الاشارة الى إسرائيل اتهمت عدد من الموظفين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالمشاركة في هجوم حماس على أراضيبها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي ، وخلصت تحقيقات إلى وجود بعض “القضايا المتعلقة بالحياد” في الأونروا، لكن المحققين قالوا إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهاماتها الرئيسية. وأقالت الوكالة التي توظف 13 ألف شخص في غزة تسعة موظفين بعد أن توصل تحقيق داخلي إلى أنهم “ربما شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر”.
يذكر ان الأونروا أنشئت عام 1949 وتقدم المساعدة لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
تضرر آخر وحدة لرعاية الأطفال حديثي الولادة في شمال غزة
من جانب اخر قالت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر إن وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة – وهي آخر وحدة متبقية في شمال القطاع – قد تضررت بسبب الهجمات العنيفة خلال الأيام الأخيرة، وفقا لتقارير.
وقال السيدة خضر في بيان صحفي إن المستشفى أصبح منطقة حرب محاصرة، ويصعب الوصول إليه، مشيرة إلى التقارير التي أفادت بأن الأطفال الذين عولجوا هناك قُتلوا وأصيبوا خلال هذه الهجمات وتضررت إمدادات الأكسجين والمياه، مما أدى إلى تعطيل الرعاية الحرجة للقلة التي لا تزال متمسكة بالحياة في المستشفى.
وقالت إن ثلاثا من وحدات العناية المركزة المخصصة للأطفال حديثي الولادة – كلها في شمال غزة – قد تم تدميرها وانخفض عدد الحاضنات المتاحة بنسبة 70 % إلى حوالي 54 حاضنة في جميع أنحاء القطاع.
ومضت قائلة: “تتمتع مرافق الرعاية الصحية بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني.، يُقتل الأطفال حديثو الولادة المعرضون للخطر والأطفال المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة في الخيام وفي الحاضنات وفي أحضان أمهاتهم. عدم حشد الإرادة السياسية الكافية لإنهاء الحرب يمثل أزمة أساسية لإنسانيتنا”.
التعلم في خضم القنابل والدمار
وأوضحت وكالة الأونروا أن المدرسة المؤقتة التي تم افتتاحها في شمال غزة في أيار/مايو تساعد أكثر من 500 طفل في الرياضيات وغيرها من المواد الدراسية.
متحدثة من مدينة غزة، قالت لويز ووتريدج المتحدثة باسم الأونروا إن المدرسة المؤقتة توفر بعضا من الحياة الطبيعية للأطفال في خضم القنابل والدمار والفوضى في مدينة غزة”.
وقالت “على الرغم من القصف الذي يمكنك سماعه من بعيد، من الجيد أن نرى الأطفال يعودون إلى التعليم. إنها بيئة إيجابية للغاية. يجلسون حول المقاعد ولديهم كتب ومعدات مدرسية. من الجيد أن نرى الأطفال يركزون ويتعلمون. وهم يبتسمون – الكثير منهم يبتسمون. إنهم يستمتعون بأنفسهم. هذا ما يمكن أن يقدمه التعليم”.
زيادة في الولادات المبكرة ووفيات الأمهات
من ناحية أخرى، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بزيادة في معدل الولادات المبكرة ووفيات الأمهات في غزة منذ بداية الحرب. وتضطر العديد من النساء إلى الولادة دون الحصول على الدعم الطبي.
وقد أصبحت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، بما فيها خدمات ما بعد الولادة وتنظيم الأسرة، محدودة بشدة بالنسبة لـ 155 ألف امرأة حامل ومرضعة. وهن يواجهن مخاطر صحية خطيرة بسبب نقص الرعاية قبل الولادة وبعدها. وزادت حالات الحمل المعقدة والخطيرة ذات النتائج السلبية، في حين انخفض الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة بشكل كبير، وخاصة في الشمال.
يأتي تحذير صندوق الأمم المتحدة للسكان في الوقت تم فيه تدمير ما يقرب من 70 % من البنية التحتية في غزة، مما ترك السكان بالكامل تقريبا بلا مأوى وبلا طعام أو مياه نظيفة ورعاية صحية. لقد انهار النظام الصحي في غزة تقريبا، حيث خرجت نصف مستشفيات القطاع عن الخدمة.
المصدر : اخبار الأمم المتحدة ، وكالات