كانبيرا/ وطن برس
أعلن رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا من مقر إقامته في العاصمة ديلي بان: ” بلاده ستوقع قريبا اتفاقا مع أستراليا بشأن تطوير حقل النفط والغاز الكبير غريت سانرايز”، ويعد تطوير حقل الغاز هذا البالغ مخزونه عدة مليارات من الأمتار المكعبة والواقع في بحر تيمور بين البلدين، متوقف منذ سنوات بسبب خلاف حدودي بحري واختيار الدولة التي يتعين عليها معالجة الغاز، أستراليا أو تيمور الشرقية. ويعتمد اقتصاد أحدث دولة في آسيا والتي حصلت على استقلالها في العام 2002، بشكل كبير على النفط والغاز،
وقال الرئيس راموس أن بلدان عدة ومنها الصين واليابان وكوريا الجنوبية بحاجة للمشروع، لكنه أشار إلى أنه يتعين على الحكومتين تقرير ما إذا كان سيتم نقل الغاز إلى تيمور الشرقية أو إلى أستراليا، وذلك بعد إجراء دراسة مستقلة، ومن المتوقع ان يتم التوقيع على الاتفاق في موعد أقصاه تشرين الثاني المقبل.
وكان المسؤولون الأستراليون يشعرون بالقلق من إمكانية قيام الصين بتمويل المشروع في حين كانت هناك بالفعل مخاوف أوسع نطاقا بشأن نفوذ بكين المتزايد في المنطقة، ويشمل ذلك تيمور الشرقية، التي تقع على بعد مئات الكيلومترات من الساحل الشمالي لأستراليا.
وقال راموس هورتا في مقابلة صحفية حصرية لوكالة فرانس 24 : ” إن علاقات بلاده مع استراليا كانت متوترة لسنوات بسبب فضيحة تجسس أصبحت علنية في عام 2018، ليعاد ضبطها بعد ذلك، وإن التنصت كان قاسياً، ولكن كل دولة تتجسس على الدول الأخرى، والآن لدينا علاقات رائعة مع أستراليا، فهي صديق حقيقي و عظيم”.
وعن العلاقات مع الدول الأخرى قال الرئيس البالغ من العمر 74 عاما عن ضرورة تحقيق توازن دقيق في العلاقات مع الولايات المتحدة والصين مع تصاعد المنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأدان من جانبه المنتقدين لتحسن علاقات بلاده مع بكين.
يذكر أن أستراليا ونيوزيلندا تعدان شريكتين أمنيتين في المنطقة، ولكن هناك مخاوف في واشنطن من أن الصين قد تستغل يوما ما اتفاقياتها مع الدول الصغيرة لتحويلها إلى موطئ قدم عسكري دائم.
وفي هذا الصدد يقول راموس هورتا: “لدينا عسكريون أستراليون وبرتغاليون وأمريكيون. وليس لدينا أي عسكريين صينيين، إذن ما الذي يتحدثون عنه”. ووصف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2023 لتطوير العلاقات مع بكين بأنه مجرد “إجراءات شكلية”. وأضاف أن “الصين لديها اتفاقيات إطارية استراتيجية شاملة مع العديد من البلدان الأخرى”، ودعا بعد ذلك بكين وواشنطن إلى الحد من المنافسة الإقليمية المتزايدة، وأن القوى العظمى تتحمل مسؤولية تجاه شعوبها، وتتحمل مسؤولية تجاه المنطقة، وتجاه بقية العالم، ويجب عليهم أن يكونوا… خيرين وحكماء”، قائلا إن الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأميركي المقبل يجب أن يلتقيا لإعادة ضبط العلاقات .
يذكر أن راموس هورتا هو أحد الشخصيات المحورية في حركة تحرير تيمور الشرقية، وقد أدى نضاله من أجل الاستقلال عن إندونيسيا من خلال الدبلوماسية الدؤوبة في المنفى الذي استمر عقوداً من الزمان إلى فوزه بجائزة نوبل للسلام وولايتين منفصلتين كزعيم للبلاد بفارق عقد من الزمان.
وقد تقاسم الرئيس راموس جائزة نوبل مع الأسقف كارلوس زيمينيس بيلو، الذي اتُهم بالاعتداء الجنسي على أطفال صغار وفرضت عليه الفاتيكان عقوبات سرية في عام 2020، ويعيش الآن في البرتغال.