وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

ثقافة وفنون

خواطر من كتاب ( محمد علي )…أحساس أم

كتبت / أشواق شلال الجابر
(محمد علي)، مهاجر من عائلة لبنانية، ولد في سدني، وعاش ظروفاً أشبه بفيلم سينمائي، فأصبحت قصته كتاباً بأسمه، كتبتها امه هيلدا وهبي داود ، واعتبرته أحساس أم، اذ مات محمد علي وهو في عز شبابه، الكتاب صدر عن دار نور الدين للطباعة والنشر والتوزيع في لبنان، وحين بدأت بقراءة الاحاسيس التي دونتها الام، شعرت بأني امام شخصية عصامية مميزة عاشت في المهجر الاسترالي، تقول والدته: ” أتمنى ان يكون هذا الكتاب ذكرى جميلة عن شاب لم يسمح له القدر بالاستمتاع بشبابه وأخذه الموت قبل ان يتزوج وينجب أطفالاً يحملوا اسمه ويترحموا عليه، ويتذكر الناس اسمه من خلالهم، فليكن هذا الكتاب خير ذكرى عن شاب محبوب مؤمن، عاش فترة مراهقته واول نضوجه في الاغتراب، وكانت حياته أستثنائية مثله ، ولم يعشها كمعظم الشباب فيما يتعلق بملذات الحياة المادية.
حين بدات بقراءة السطور الاولى من اسمته الأم، أحاسيس، وهي فعلاً كذلك، فالكتاب بقلم أم فقدت ابنها الوحيد في السابع من نيسان ابريل من العام 2023، بحادث سيارة مؤسف، ولد المرحوم محمد علي في سدني في الاول من ايلول سبتمبر عام 2000، وكا نت ولادته قد ادهشت الاطباء لكبر حجمه ، وكأن عمره ثلاثة أشهر، لكنه كان وسيماً جداً، وكان قدره ان يعيش رغم محاولة الاجهاض التي عملتها امه خلال الولادة، لكنه تشبث في الحياة وعاش مع اختين احبهما حباً جماً، ويبدو ان اجواء استراليا لم تروق له فاصيب بالربو، وبدأ يستخدم ماكنة الفانتولين ، حتى اصبحت من مستلزماته اليومية، التي لايستطيع التنفس الطبيعي بدونها.
وتواصل الأم سردها لحكاية ابنها محمد علي ، عنوان كتابها الذي يقع في 111 صفحة من القطع المتوسط ، وتؤكد حبها له بإهدائها كلمات مؤثرة فتقول :” إلى ولدي ونبض قلبي . إلى إثمن عطايا الله وأجمل أقداري . إلى الذي افتخر واعتز به لأنه ولدي . إلى الذي لم يجعلني احتاج الجميع فيه ، إلى من رفع راسي في حياته وضجت المجالس بعد موته بطيب ذكره ، إلى من ادخرته لآخرتي إلى روح رحلت باكراً ، إلى من حين رايته مكفناً آمنت ان وداع الميت هو أصعب مواقف الحياة ، إلى من غاب عن عيناي لكنني أراه بعين قلبي إلى محمد علي “.
بعد مرور نحو أربعة اشهر من وفاته و فقدان الابن ، قررت الأم كتابة هذا الكتاب لتكون قراءته ثواب لابنها الغالي ، فكتابة مذكرات لأم عن ابنها تجربة صعبة وفيها حزن ودموع ، تقول الأم في كتابها : ” ان تجربة حياته ستفيد الشباب الذين في نفس مرحلته العمرية في طريقهم إلى المستقبل ، وفي طريقة تعاملهم مع أهلهم وعلاقتهم المتينة بأهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لان محمد علي كان أنموذجا مميزاً وقليل جدا من بعمره يتحلى بهذه الصفات . لقد خسرنا نحن عائلته ، فرحه حياتنا والأمل والمستقبل
فمحمد علي كان هو بسمة وجه كل فرد من عائلتي الصغير
نعم ، رحل محمد علي في 7نيسان ابريل  من 2023، فعند الساعه السادسه والنصف استيقظت أمه مضطربة، لا اعرف مابداخلي وكان النارقد أضرمت بين اضلعي شعور غريب لم اشعر به من قبل.

بدأ جسمي بالغليان ،لم اعد احتمل فضاعة الأفكار التي رادوتني، مما يؤكد حدوث شئ جلل، كأنه كانوا نياما وتم استقياظهم استذكرت واقعة كربلاء ومصاب، أبا عبد الله الحسين (سلام الله عليك) عندما رأيت اولادك وأهل بيتك، وهم يستشهدون امام عينك، وكيف وصل إليك جثمان علي الأكبر ومالذي حل بقلبك سيدي عندما استقر السهم في الرضيع، فكرت بمولاتي العقيله زينب كيف رأت أحبابها وهم مجزرين.

رحل محمد علي وترك قلوب حزينة ، وشعور وفراق أليم ف قلوبنا معك يأم ام محمد علي ، الله يصبّرك يارب ويدخله فسيح جناته، ويلهمكم الصبر والسلوان ياعائلة محمد علي.

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961