أصدارات سياسية : «أنياب التنين الناعمة / الصعود الناعم للقوة الصينية في السياسة الدولية»
القاهرة / وطن برس
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر كتاب «أنياب التنين الناعمة / الصعود الناعم للقوة الصينية في السياسة الدولية» للباحث والسياسي الكوردي “خيري بوزاني”.الكتاب يقع في 200 صفحة من القطع الكبير، ويستعرض الاستراتيجية الصينية الجديدة في ظل المتغيرات العالمية، وكيفية استغلالها لقوتها الناعمة في التأثير على الساحة الدولية. حيث سعت الصين في السنوات الأخيرة إلى استكمال استخدامها التقليدي للقوة الصلبة بالقوة الناعمة، لإيجاد قوة ذكية، وخلق صعود ناعم ومن ثم الوصول إلى الهيمنة.
ونظرًا لقدرة الصين على لعب دور كبير في السياسة والاقتصاد العالميين، والشعور في كثير من الأحيان بسوء التقدير من قبل المجتمع الدولي، فإن القيادة الصينية تستخدم بشكل متزايد أدوات الدبلوماسية العامة، وبشكل فعَّال لإبراز صورة للصين التي تنصف الواقع في نظرهم، وبالتالي أولت المزيد من الاهتمام للدبلوماسية العامة. كما تعمل أيضًا على تعزيز اللغة والثقافة الصينية في محاولة لزيادة قوتها الناعمة في الساحة الداخلية.
تناول الكتاب استراتيجية الصين وكيفية استخدامها للقوة الناعمة بتوجيه متناسق لمكوناتها الثقافية والدبلوماسية والقيم السياسية، من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل التقليدية والحديثة. وتشير الدراسة أيضًا إلى التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي واجهتها الصين في تطبيق سياستها للقوة الناعمة، وكذلك تأثير المتغيرات العالمية الإيجابي والسلبي على مسارها، حيث تسعى جاهدة للفت الأنظار إلى قوتها الناعمة، وغض الأنظار عن سياساتها الداخلية (كالاستبدادية والشمولية) والإقليمية (كمعضلة تايوان والتبت). وقد استطاعت إلى حدٍّ ما الوصول إلى ما كانت تنشده.. ولكن هل ستتمكن من مواصلة مسيرتها المتمثلة بالصعود السلمي إلى دهاليز ومعاقل القوة الناعمة؟
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول، يتمحور ما جاء في مجمل هذه الفصول على القوة الناعمة للصين وتطبيقها بوسائل عدة، وذلك اعتمادًا على مقوماتها التي تمتلكها سواء من الموارد المادية أو المعنوية، كل هذا من خلال علاقاتها الخارجية وبطريقة دبلوماسيتها المرنة.. في ظل الأوضاع الراهنة للعلاقات الدولية… كل هذه المواضيع ومواضيع أخرى مرتبطة وذات صلة وثيقة، تم توزيعها على النحو التالي:
– الفصل الأول: وكافتتاحية لموضوع القوة ومكانتها في السياسة الدولية من قبل الدول العظمى، تم التعرف على مفهوم القوة لُغةً واصطلاحًا بشيء من التفصيل، ثم مفهوم القوة الناعمة، وسرد الجذور التاريخية لنظرية القوة الناعمة. ثم توضيح أهمية القوة الناعمة أثناء تطبيقها في العلاقات الدولية. ومفهوم وتعريف السياسة الدولية وأهم محدداتها. وأخيرًا تناول القوة الناعمة في سياسات الدول العظمى من خلال نماذج الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية وبعض دول الاتحاد الأوربي.
– الفصل الثاني: تناول الاستراتيجية الصينية الجديدة، كعقيدة وخطط وخطوات أولية. ومن ثم إيجاد الفُرص لنيل مبتغاها في وصول إلى القوة الناعمة. وذلك اعتمادًا على ما تمتلكها من مقومات مثل: المقومات الثقافية (معهد كونفوشيوس، الإعلام، السياحة، الدعاية… الخ) والدبلوماسية (كالدبلوماسية الثقافية والعامة والاقتصادية… الخ) والقِيم السياسية المحلية والدولية (كالقيم وقيم السياسة المحلية وقيم السياسة الدولية… الخ).
ومن منطلق هذه المقومات التي تمتلكها الصين، يتم الخوض في موضوع الآليات والوسائل المتاحة لها وكيفية استخدامها للوصول إلى مبتغاها المنشود المتمثل بالقوة الناعمة، حيث تم تقسيم هذه الوسائل إلى: التقليدية (كالسياسة الخارجية وتماسك البلد والأُمة ووسائل الإعلام والمشاركة في المنظمات الدولية) والوسائل الحديثة (كبناء وتلميع صورة الدولة وقوة الجذب والاتصال والتأثير والرياضة… الخ) بالإضافة إلى الآليات الأُخرى كالاقتصادية والتجارية التكنولوجية.
الفصل الثالث والأخير تناول أهم المتغيرات العالمية وكيف برزت سياسة الصين في مجال القوة الناعمة في السياسة الدولية، وخاصة بعد تراجع الهيمنة الأمريكية ونبذ سياساتها من قبل المجتمع الدولي. وأيضًا تزايد صراع المشاريع الاستراتيجية الدولية… والتحديات التحديات الداخلية والإقليمية والعالمية، التي واجهتها الصين.
وفي الختام، تناول الكتاب تقييم مستقبل النظام الدولي وسيناريوهاته المحتملة في ظل تصاعد القوة الناعمة الصينية.
يُذكر أن كتاب «أنياب التنين الناعمة» هو التعاون الثالث بين مؤسسة شمس للنشر والإعلام وبين الباحث والسياسي والأديب الكوردي “خيري بوزاني” بعد «الأعمال القصصية الكاملة» والمجموعة القصصية «رشفات قهوة». وسيُحتفى بإطلاقه في جناح مؤسسة شمس للنشر والإعلام بمعرض بغداد الدولي للكتاب، في الفترة من 12 – 21 / 9 /2024.