كتب / د. حسن ناظم *
لسعيد الغانمي نبوءة: إنه لن يغادر هذا العالم إلاّ بعد إنجاز مائة كتاب، إنه سلفُ أجدادنا الموسوعيين الذين تناثرت كتبُهم بالمئات في موضوعات شتّى. ولا يٌنكرُ أحدٌ فضلَ الصديق سعيد الغانمي على الثقافة العربية تأليفاً وترجمةً. رجلٌ منقطعٌ إلى المعرفة يجوبُ آفاقها الفسيحة، ويعمل ليل نهار بين الكتب والأفكار، رجلٌ نظيفُ اليدِ واللسانِ، نادر المثال في زمننا الذي تبدّلتْ قيمُهُ فصار أمثال سعيد الغانمي غرباء فيه.
سعيد الغانمي الذي يعمل على ترقية وعينا وقع في غيبوبة منذ ثلاثة أسابيع، في مستشفى في مدينة بيرث في أستراليا. يستيقظ مرة ويقع أخرى في الغيبوبة. تكلمتُ مع ابنته ضحى اليوم وهي معه في أستراليا، ومع أخيه غانم في بغداد. قلبُ سعيد الغانمي وعقلُهُ يستعيدان النبض والوعي، وكلّنا أمل أن يستعيد طاقته ليحقّق نبوءة المائة كتاب.
أصدقاء كثر حزنوا وتكلموا وتواصلوا للاهتمام به وبأسرته الكريمة، كبار مثقفينا ذوو المعدن الأصيل ممّن أتواصل معهم: حاتم الصكر وعبد الجبار الرفاعي وعلي حاكم صالح وفلاح رحيم وعبد الله إبراهيم وعبد الرزاق الربيعي وعارف الساعدي، وآخرين لم يدّخروا جهداً في الاهتمام بحالته. لا شكر على واجب بالتأكيد، لكن مواقفهم النبيلة ومشاعرهم الصادقة تستحق الشكر …
نسعى إلى تمكين أحد إخوته ليسافر إليه ويكون معه فضلاً عن أسرته في أستراليا.
دعاؤنا له، ولطفُ الله قريب.
* وزبر الثقافة العراقي السابق