((خبر عاجل ))
أمراجع المنصوري – طرابلس – ليبيا
. . . كانَ لابُدَّ لنا أن ْ نموتْ
كان َلابُدَّ من ْ موتِنا ،
لأننا أبناء عصرٍ فاسد ٍ ، وأهلُنا من ْ زمن ٍ موتى !
أهلُنا جميعُهمْ أموات ْ
لقد ْ ماتوا مِنَ الطاعونِ . . والجوع ِ . . والخوفِ . . .
وماتوا فى الحروب ْ
. . ماتوا منَ الاحساسِ بالخيبةِ . . .
والرُّعبِ وذُلِّ الانكسار ْ
وماتوا فى سراديب ِ السجون ِ
. . والبعضُ مات َ منَ العطشْ . .
والبعض ُ ماتَ مُتْخماً ، أو ْ ماتَ من ْ فرْطِ الكآبةِ . . .
والمضاجعةِ الى حد ِّ البُكاءْ
أو ماتَ من ْ سأمٍ طويلْ ..
وما تبقى ( منهمو ) . . يتحصّنُِ الآن َ بصمت ٍ . .
آملا ً أن ْ لا يموت ْ
قل ْ لهمْ : . . يا حارس المقبرة ِ . . فأنتَ منَ تعرفهم ْ . .
أسماءهمِ تعرفها . . وجوهَهم تعرفها . . بيوتَهم تعرفها . .
قل ْ لهم يا سيدي : . . لابُدَّ من ْ موت ٍ سيأتى
فكلُّ ما في الأمرِ ، موتٌ سوفَ يُسعدكمْ كثيراَ . .
أو ربما بعضٌ من الحزنِ لا يبقي طويلاً
شئٌ منَ الحزنِ ، و(( تُنسي )) مثلما تُنسي الحكاياتِ التي عبرتْ
هذا كل ُّ ما في الأمرِ …
أما الخلودُ …
ففكرة ٌ مضحكة ٌ إلى حد ِّ البُكاءْ
. . .
فأنفضوا اغطيةَ الخوفِ المقيت ْ
أنفضوا . . أغطيةَ الخوفِ المقيتْ
. . .
هذا ما أكّدهُ فى (( خبرٍ عاجـــــــــــــــــــــــــلٍ ))
أحد ُ الموتى هُنا لحارسِ المقبرةِ . . . وقبلَ أنْ ينامْ
. . . قبل أن ينام ْ
————————————
* – مجزوء من مجموعة ” من احوال المقبرة وما حولها “