* محمد رشيد
الإحتلال الحديث هو ليس كالإحتلال السابق الذي يسبقه اطلاق نار ومدفعية وقصف مدن وتقدم جيوش وارسال طائرات مدمرة وطائرات استطلاع (U2) وتقدم حاملات الطائرات في الخلجان و البحار وغيرها بل تطور هذا الاحتلال وأصبح احتلالاً انيقاً ، قادته ليسوا جنرالات و لايحملون رتب عسكرية وإنما رجال ببدلات انيقة ماركاتها مستوردة من ايطاليا يدخنون سجائر فاخرة من كوبا وعطور بماركات فرنسية تصحبهم نساء شقراوات جميلات قادمات من جزر الهنولولو و العواصم الاوربية، هذه هي صورة قادة الاحتلال الأنيق اعني الإحتلال الحديث لأنهم يؤمنون جدا ب(احتلال العقل) كونه اهم بكثير من إحتلال الأراضي والدول وببساطة انه غير مكلف ولاتترتب عليه ضحايا من قبل المحتل ولا شكاوى ضدهم في الامم المتحدة. بدأ العمل بهذا الاحتلال الانيق في الوطن العربي من خلال فتح عدد كبير من الفضائيات وبث برامج ومسلسلات اجتماعية كثيرة تتعاطف مع الفتاة البطلة النموذج التي (تحمل دون زواج شرعي) وهذه البرامج مُعَدة بشكل مُحكم موجهة للعوائل الملتزمة من اجل انهيار قيمها الاخلاقية، كذلك اطلاق مسابقات و العاب ترفيهية للاطفال تحرض على العنف والقتل المبرمج من خلال لعبة (البوبجي) وغيرها كذلك عن طريق سفرات سياحية و ورش عمل تتم من خلالها عملية التجنيد وقتل المواطنة وازاحة العادات والتقاليد القديمة المثمرة وابدالها بعادات بشعة وسلوكيات رديئة و واقع لامهرب منه مثل اشاعة ( المثلية . التجميل بمواد مسرطنة . الاطعمة القاتلة التي تمرر بدون اجهزة التقييس والسيطرة النوعية من المنافذ الحدودية . التشجيع على الطلاق بحجة المساواة وحرية المرأة . تمزيق نسيج وحدة العائلة . تشويه صورة الدين وحرق الكتب السماوية امام الفضائيات بحجة احترام الرأي الآخر . أثارة الفزع لدى العوائل الامنة عن طريق ابتكار مايسمى ب “المحلل السياسي” . صنع نجوم وابطال من خلال شخصيات رخيصة وتافهة تاريخها سيء جدا . نشر المحتوى الهابط . تهميش المبدعين والعلماء . تشويه صورة المعلم والقاضي والطبيب وملاحقتهم عشائريا) كل هذه الأشياء والظواهر التي تمر علينا ونشاهدها ونتعامل معها بشكل يومي هي صفات الاحتلال الأنيق الذي تقوده دول عظمى هدفها الاطاحة بوحدة الدين و وحدة العائلة .