• جبار بچاي الحجامي
بعد بلوغ العلاقة مستوى عالٍ بين الشعبين العراقي والكويتي بوجه خاص والخليجي عموماً خلال خليجي 25 الذي احتضنته البصرة مؤخراً جاء مسلسل ” دفعة لندن ” الكويتي ، تأليف الكاتبة الكويتية هبه مشاري ليخلق ضجيجاً في الشارع العراقي لما فيه من إساءة متعمدة للمرأة العراقية من خلالِ وجود طالبة عراقية ضمن مجموعة من الطالبات يدرسن الطب في لندن ، وأظهرت كاتبة المسلسل طالبة الدكتوراه العراقية تعمل خداّمَة تخدم طالبة كويتية ، بل تعمدت بصورة وقحة لتظهر الطالبة العراقية كأن مهنتها خداّمَة وليست طالبة دكتوراه في تخصص الطب البشري .
أمام تلك المشاهد البعيدة كلياً عن الواقع ومع جهل كاتبة المسلسل التي ما تزال تستخدم دهن المشگ لترطيب وجهها بتاريخ ودور المرأة العراقية عموماً وبالذات الطبيبات العراقيات ممن يزيد عددهن على عدد نفوس الكويت تعلو المطالبات الشعبية بضرورة وقف بث المسلسل وضرورة معرفة موقف الحكومة الكويتية من الدراما في بلدهم التي تسيء بين فترة وأخرى الى الشعب العراقي الأمر الذي يثير حفيظة العراقيين رغم ما عرف عنهم من طيبة وكرم وسخاء وسريرة بيضاء خير من أثبتها شعب البصرة جار الكويت في خليجي 25 يوم فتح البصريون بيوتهم وداوينهم ومحالهم التجارية أمام الكويتيين وغيرهم ليأكلوا ويشربوا ويتسوقوا مجاناً.
ردود فعل العراقيين رفضت الفكرة جملة وتفصيلاً سيما وأن الحلقة الأولى من مسلسل دفعة لندن قدمت أيضاً رجلاً عراقياً يشتم البنات الخليجيات بالشارع، ما يعني انه عديم غيرة وتناسوا غيرة العراقيين في البصرة كيف فتحوا بيوتهم للكويتيات خاصة والخليجيات عامة لكن مايؤسف له يبدو هناك عقدة تلاحق الكويتيين من العراقيين لسنا كشعب السبب فيها .
يتذكر العراقيون ممن هم أكبر منّا، إن العراقي عندما كان يقصد لندن وغيرها من العواصم الأوربية باستمرار خلال سبعينيات وثمانينات القرن الماضي كان ينظر له بهيبة واحترام، بل هناك من يندهش لرؤية أحذية العراقيين اللامعة وبناطيلهم الزاهية وذوقهم الرفيع باختيار ربطة العنق، وهناك من العرب تحديداً والأوربيين ينحني أمام ثقافة وترافة وسمو العراقيات في لندن وغيرها ، فكيف لكاتبة مثل هبة مشاري أن تنال من العراقيات بهذه الوقاحة.
تبقى المرأة العراقية أبية النفس لن تعمل خدّامة لكويتيّات وغيرهن وإن ماتت من الجوع وعليكم ياأشقائنا في الكويت أن تمنعوا هكذا دراما تستفزنا كشعب ينظر لكم بعين الاحترام والتقدير ويحرص على تعزيز العلاقات بين بلدينا ومغادرة العقد المتأصلة عند البعض.
أن ردة الفعل العراقية إزاء مسلسل دفعة لندن أسقطت الدراما الكويتية بنظرنا ولم يعد بمقدورنا أن نتابع هكذا تفاهات تقود الى إضعاف التقارب بيننا خصوصا بعد العلاقة المتميزة واللحمة التي ظهرت تلقائيا خلال خليجي ٢٥ وأن الكويتيين أكثر من غيرهم أدركوا ذلك حينها ؛ وكيف كان يتم الترحيب بهم ابتداء من منفذ سفوان حتى مدرجات الملعب وبالعكس وكيف حزن العراقيون عند مغادرة منتخب الكويت البطولة مبكراً لأننا ننظر اليه رديفاً لمنتخب العراق أو قد يكون منتخب العراق رديفاً للكويت لا فرق عندنا.
لقد قدمت الحلقة الأولى من مسلسل دفعة لندن الكويتي عملاً درامياً مشوهاً نال من المرأة العراقية وأظهر بذات الوقت الدونية عند الكاتبة حين جسدت العراقية بدور خداّمة عند الكويتية تقوم بغسل الصحون وهو مالم تزاوله المرأة العراقية في أشد المحن والظروف وتذكروا أن كاتبة العمل الفني لم يكن بمقدورها بلوغ قوام العراقيات الممشوقة ولا هاماتهن العالية أبداً.
قبالة ذلك كله نحن في العراق نثني على كل موقف كويتي يرفض الإساءة التي وجهت هذه المرة للمرأة العراقية ونؤكد قدرة المؤلفين والمخرجين والممثلين في العراق على إنتاج مايوازي دفعة لندن وغيره من الأعمال الفنية التي تثير الحفيظة لدى الآخرين لكن ذلك ليس من شيمة العراقي ولا من طباعه التي يعرفها الكويتيون جيداً وأولها السكوت على حقه التاريخي وأرضه المسلوبة وآبار النفط وخنق الفاو وأم قصر والاعتداءات المتكررة على صيادي الأسماك شاهداً.