بقلم هاني الترك
إن وفاة الملكة إليزابيث خبر حزين..رغم انه كان متوقعاً في أي وقت.. إذ بلغ عمرها 96 عاماً.. وأمضت 70 عاماً في جلوسها على العرش.. حافظت فيها على وحدة المملكة المتحدة والعائلة المالكة.. وعلى 56 دولة في الكومنولث.. وقيادة 15 دولة منها استراليا.
الملكة الراحلة كان لها عاطفة جيّاشة لأستراليا بالذات.. فقامت بزيارة استراليا بعد تتويجها ملكة على بريطانيا مع زوجها الراحل الأمير فيليب سنة 1954.. وكان اللقاء حاراً جداً متبادلاً بين الشعب الاسترالي والملكة. إذ طاف أكثر من 75% من الشعب الاسترالي في الشوارع لرؤيتها وتحيتها.
كانت تدخل في نسيج الشعب الاسترالي.. مثل ركوبها الترام في ملبورن.. ومشاهدة مباريات الراغبي يونيون وحضورها مباريات الكريكت.
إفتتحت الملكة إليزابيث الألعاب الأولمبية والكومنولث.. تعرفت على فنون وثقافة الأبوريجينيين.. وسكان مضيق توريس سترايت.
بلغ عدد زيارتها لاستراليا 16 زيارة.. وفي عام 2011 ترأست في بيرث مؤتمر قادة الكومنولث وقالت في ذلك الوقت: «منذ زيارتي الأولى لاستراليا عام 1954 وأنا أتابع تطور ونمو استراليا بشكل كبير.. وقد حققت استراليا إنجازات هائلة في الإقتصاد والصناعة والعلوم والثقة بالنفس».
والزيارة الثانية كانت عام 1963.. وبعدها عام 1970.. إحتفالاً بمرور 200 عام على إكتشاف جايمس كوك لاستراليا.
إفتتحت الملكة إليزابيث الأوبرا هاوس عام 1973.. وعام 1988 شاركت الملكة إليزابيث الاحتفال بالعيد المئوي الثاني لإستيطان استراليا وافتتحت البرلمان الفيدرالي الجديد في كانبرا.
إينما تذهب تتحدث عن كونها ملكة استراليا.. وحين داهمت استراليا الأزمة الدستورية عام 1975.. وقت ان طرد الحاكم العام السير جون كير حكومة الغوف ويتلام المنتخبة كانت الملكة على إتصال مع سير جون.. حيث قالت ان الدستور الاسترالي واضح ويجب تطبيق نصوصه ولم تقف بجانب أي طرف من النزاع.
والآن بعد مرور 70 عاماً على قيادة الملكة إليزابيث لاستراليا.. وتتويج الأمير تشارلز ملكاً.. فقد حان الوقت لفك الرابطة القوية مع التاج الملكي البريطاني وتحول استراليا للنظام الجمهوري.. فإن الملك تشارلز ليس محبوباً من قبل الشعب الاسترالي ويواجه مشاكل في العائلة المالكة ومعظم الاستراليين كانوا يعرفون انه طالما الملكة على قيد الحياة فلن تتحول استراليا الى جمهورية.
حتى ان الملكة نفسها قبل وفاتها قد أقرّت بهذا التحول بالإستفتاء الذي فشل بتحويل استراليا الى جمهورية عام 1999.. وقالت ان الرأي الأخير للشعب الاسترالي.
وقبل وفاتها كانت تقول الإحصائيات ان حوالي النصف يؤيدون تحول استراليا الى جمهورية.. ولكن بعد رحيلها سوف يزداد عدد المؤيدين للجمهورية.. وذلك للإستفتاء الذي سيجري لاحقاً.
وتيمماً بالإنجازات العظمى للملكة إليزابيث على مدى 70 عاماً.. شهدت خلالها حكم 16 رئيس وزراء استرالي.. أعلن يوم الخميس المقبل بتاريخ 22 أيلول/ سبتمبر يوم عطلة رسمية إحتراماً وتقديراً للملكة إليزابيث نحو استراليا.
وبصفتي استرالي من جذور فلسطينية.. يجب في هذه المناسبة ذكر دور العائلة المالكة في نكبتنا نحن الفلسطينيين.. المتمثل بوعد بلفور عام 1917.. وموقف استراليا المشرف في ذلك الزمن:
في كتابي «الفلسطينيون في استراليا» باللغة الانكليزية قالت آن فيربرن حفيدة رئيسة الوزراء الأسبق الاسترالي جورج ريد.. أب الإتحاد الفيدرالي الاسترالي الحقيقي الذي كان عضواً في مجلس العموم البريطاني.. ورئيس وزراء استراليا مرتين.. ورئيس حكومة نيو ساوث ويلز ثلاث مرات انه وقف ضد صديقه آرثر فيليب بيلفور الذي أصدر وعد بيلفور المشئوم عام 1917.
فقال الملك جورج الخامس الذي هو جدّ الملكة إليزابيث انه يفضل ويدعم إقامة دولة إسرائيل في فلسطين وسوف تبذل بريطانيا كل جهودها من أجل تحقيق هذا الهدف.. ويجب إعلان الإتحاد الصهيوني.. ويجب عدم إجهاض حقوق المجتمعات الأخرى في فلسطين.. ولم يذكر الفلسطينيين.
ولكن جورج ريد قال وكتب الى بيلفور.. ان وعد بيلفور سوف يخلق الفوضى في كل منطقة الشرق الأوسط ويخرق حقوق الفلسطينيين.
إلا ان المملكة المتحدة لم تحافظ على وعد محافظة الحقوق للفلسطينيين.. لذا يجب ان نطالب نحن الفلسطينيون بمقاضاة المملكة المتحدة في محكمة العدل الدولية.. لأن المملكة المتحدة هي بالذات المسؤولة عن نكبتنا نحن الفلسطينيين.
المقال من جريدة التلغراف