وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

أهم الأخبار استراليا

انتخابات استراليا، نحو التقدمية ، فوز مستقلات لون زينب، وهزيمة الشعبوية!

خالد عثمان
كانت كل التوقعات تشير الى فوز حزب العمال وهزيمة تحالف الاحرار مع الوطنين ولكن لم يكن هنالك توقع ان تتغير الساحة السياسية بهذه الدراماتيكية، لقد انتهى والى الأبد نظام الحزبيين الكبيرين ، بدون شك فان المحصل العام للانتخابات هو ان استراليا تمشي وبقوة في اتجاه التقدمية ، لان العاملين الحاسمين في التصويت كان قضية المناخ وحقوق المرأة ، وهي من القضايا التي تجاهلها التحالف الذي حكم استراليا لمدة تزيد عن 9 اعوام.
نعم لقد فاز حزب العمال وفي طريقه الآن لتكوين حكومة اغلبية في مجلس العموم ولكن بدون شك لن يكون الامر سهلاً في مجلس الشيوخ ، اذ سيكون لحزب الخضر القرار الرئيسي في تمرير مشاريع القوانين.
المفاجاة كانت في فوز مجموعة من النساء ترتبط أهدافهم ببعضها البعض بشكل غير وثيق ، هؤلاء السيدات كن مدعومات من قبل منظمة المناخ 200 (Climate 200) ، وهي مجموعة عمل سياسي أسسها المستثمر في مجال الطاقة النظيفة وابن الملياردير الأسترالي سيمون هولمز . للمجموعة هدفان رئيسيان: هو تاسيس مفوضية للنزاهة والاهتمام بالتغيير في المناخ ومعالجته.
هؤلاء النسوة اخترن لوناً قريباً من اللون التركوازي (Teal) لم اجد له ترجمة غير ( لون زينب ) ، لقد فازت هؤلاء السيدات في مقاعد ودوائر تعتبر معقلاً محصنا لحزب الاحرار في مناطق حضرية يطلق عليها اسم الشريط الازرق في مدينة ملبورن بولاية فكتوريا.
ايضا كان العامل الاسيوي او الصيني حاسماً ، لان السياسة الخارجية الاسترالية كانت معادية للصين ولم يكن هذا الامر مرحبا به وسط الجاليات الاسيوية في مناطق جنوب شرق ملبورن وفي ولاية غرب استراليا التي هزمت حزب المحافظين وسترسل. 4 نواب من اصول اسيوية الي البرلمان الفدرالي في كانبرا.
من الاخبار المفرحة هزيمة اليمين المتطرف الشعبوي المتمثل في حزب استراليا الموحدة الذي يمتلكه الملياردير الاسترالي كلايف بالمر وحزب الامة الواحدة الذي تتزعمه العنصرية البيضاء بولين هانسن.
ملاحظة مهمة هي خسارة السناتورة القادمة من مجلس الشيوخ كريستنا كونلي في دائرة فلر لمجلس النواب في سيدني بعد ان تجاهل حزب العمال المرشحة المحلية وهي سيدة من اصول آسيوية ، وكان العقاب فوري حتى من المخلصين للحزب.
الدروس المستفادة كثيرة واهمها انه لايمكن ضمان الاصوات في ديموقراطية لشعب مطلع متعلم، لقد ادرك الاستراليون التحديات التي تواجهم واهمها التغيير المناخي والصراعات الاستراتيجية العالمية وحاجة استراليا للتعايش السلمي مع شعوب المحيط الهادئ والقارة الآسيوية.
لقد انتصرت الضواحي الحضرية لاستراليا الريف التي نال منها التغيير المناخي وقسوة الطبيعة وحرائق الغابات.
والغريب في الامر هو ان تتحول الحواضر الثرية المنعمة تجاه تيارات تصنف باليسار ويسار الوسط وتهزم اليمين المحافظ شر هزيمة ليتوهط لون زينب بكل ثقة بين احمر العمال وازرق المحافظين.

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961