بقلم هاني الترك
ان الاتفاقية الأمنية التي ابرمتها الأسبوع الماضي حكومة جزر سليمان مع الصين هو انذار كبير لأستراليا.. وذلك تمهيداً لإقامة الصين قاعدة بحرية حربية في جزر سليمان قريبة على أبواب استراليا.
ان هدف الصين هو التوسع في العالم وقيادته بعد تقلص نفوذ الولايات المتحدة كزعيمة للعالم.. فإن سياسة الصين التوسعية تتمثل في برنامجها الاقتصادي العالمي المسمى «الحزام والطريق».. بإقامة مشاريع اقتصادية في دول استراتيجية للصين.. من خلال إقراضها لتلك الدول المال.. وعدم القدرة على تسديدها يؤدي التبعية الاقتصادية والعسكرية للصين.
يقدر حالياً الاقتصاد الصيني بـ ١٧ ترليون دولار سنوياً.. وهو ينمو بنسبة عالية.. وسوف يتخطى قريباً الاقتصاد الأمريكي الذي يبلغ حجمه ١٨ ترليون دولار سنوياً.
والقاعدة العسكرية الأسترالية «تاونزڤيل» لن تتحمل أي ضربة صاروخية من القاعدة العسكرية الصينية في جزر سليمان لو اندلعت الحرب بين الصين وأستراليا.
فقد فشلت الاستخبارات الأسترالية في معرفة ما يحدث في جزر سليمان.. وكذلك فشلت الاستخبارات الامريكية في معرفة مدى خطورة «الحزام والطريق».. والتمهيد لبناء قاعدة بحرية حربية في جزر «الباسفيك» تهدد استراليا.. فاذا دمرت القاعدة «تاونزڤيل» فان تسليح استراليا من الدول الحلفاء سيكون صعباً جداً.
تريد الصين تبعية استراليا لسياستها وهي الدكتاتورية.. وتتسلل شيئاً فشيئاً الى استراليا.. وأستراليا نائمة طيلة السنوات الماضية الى ان استيقظت الان.. فإن اهم دولة تريدها الصين تابعة لفلكها هي استراليا.
فإن للصين مطامع كبرى في استراليا.. لمساحتها الشاسعة.. وعدد سكانها ٢٥ مليون نسمة فقط.. وسكان الصين مليار و٢٠٠ مليون نسمة.. واراضي استراليا تستوعب بما لا يقل عن ١٠٠ مليون نسمة.. وفي تربتها الموارد الأولية التي تمكن الصين من بسط سيطرتها على العالم.
تنتظر الصين ما الذي سيحدث في الحرب في أوكرانيا قبل اقدامها بالخطوة المناسبة لاسترجاع «تايوان» بالقوة.. لذلك فان الصين حليفة لروسيا التي تسعى لضم الدول المجاورة لها والتي كانت تحت سيطرتها.. قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقد اقامت الصين قاعدة بحرية حربية في جنوب بحر الصين الذي تمر فيه حوالي ٨٠ ٪ من حجم التجارة العالمية.. وهو دليل على هدف الصين بالتوسع والسيطرة على العالم.
في تقديري انه ستقوم حرب عالمية ثالثة خلال ١٥ عاماً.. تتحالف فيها الصين مع روسيا ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.. وتكون الفرصة الذهبية للصين في غزو استراليا واحتلالها.
فان الصين تتوغل رويداً رويداً في استراليا ويعتمد الاقتصاد الاسترالي على شريكته الأولى في التبادل التجاري وهي الصين.. وأستراليا نائمة طيلة هذه السنوات الماضية.. فلم تطور قطاع الصناعة.. بل وانتقل القطاع الى الدول الأخرى.. وتعتمد استراليا في دخلها على تصدير الموارد الأولية والسياحة والزراعة.
وستكون الحرب العالمية الثالثة مدمرة قد تستعمل فيها الأسلحة النووية إذا تعرضت احدى الدول فيها للهزيمة.. النصر فيها سيكون للدولة التي تتمتع بقدرة تكنولوجيا الكترونية عالية.. وحتى الان فإن الولايات المتحدة متقدمة في هذا المجال.
وتستهدف الصين ايضاً دول الشرق الأوسط.. والتي تريد اخضاعها لاقتصادها وبالتالي السيطرة عليها عسكرياً.
لهذا على استراليا ان تستيقظ وتبدأ في تنويع اقتصادها.. وعدم الاعتماد على الصين.. وإصدار قانون التجنيد الاجباري للشباب.. والتسلح بأحدث الأسلحة المتقدمة.. لان الصين في السنوات المقبلة تستعد لغزو استراليا.. لا محال.
كاتب وصحفي ومترجم في جريدة التلغراف