أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأنه في غضون أسبوع واحد فقط، فرّ مليون شخص من أوكرانيا- فضلاً على الأعداد الكبيرة من النازحين داخل البلاد. وفي تصريحات لمفوض شؤون اللاجئين السامي، فيليبو غراندي، فإن المزيد من الناس يفرّون – ساعة بساعة، ودقيقة بدقيقة – من الواقع المرعب للعنف، مع نزوح عدد لا يُحصى داخل البلاد. وقال غراندي: “اقتلعتهم هذه الحرب الحمقاء.”
وعلى الرغم من الوتيرة والتحديات غير العادية، إلا أن استجابة الحكومات والمجتمعات المحلية لاستقبال هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم مليونا كانت رائعة، على حدّ قوله. وتنقل موظفو المفوضية بالفعل في جميع أنحاء المنطقة، ويقومون بتوسيع نطاق برامج الحماية والمساعدة للاجئين، دعما للحكومات المضيفة. وأضاف يقول: “لقد عملتُ في حالات الطوارئ الخاصة باللاجئين منذ ما يقرب من 40 عاما، ونادرا ما رأيت نزوحا جماعيا بهذه السرعة.”
داخل أوكرانيا، تعمل طواقم المفوضية – إلى جانب العاملين في المجال الإنساني – أينما ومتى يستطيعون في ظروف مخيفة. وتعمل الطواقم، حتى في أوقات الخطر الشديد، “لأننا نعلم أن الاحتياجات في البلاد ضخمة.وشدد غراندي قائلا: “ما لم يكن هناك إنهاء فوري للصراع، فمن المرجح أن يضطر ملايين آخرون إلى الفرار من أوكرانيا.”
وأكد أن التضامن الدولي كان حميميا، لكن لا شيء يمكن أن يحل محل الحاجة إلى إسكات البنادق؛ كي ينجح الحوار والدبلوماسية. “السلام هو السبيل الوحيد لوقف هذه المأساة.”
التمييز والعنصرية ضد رعايا البلدان الثالثة
من جانب آخر، دعا مديرعام المنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو إلى إنهاء التمييز والعنصرية ضد رعايا الدول الثالثة الفارّين من أوكرانيا.
وقال: “إنني قلق بشأن التقارير الموثوقة التي تم التحقق منها بشأن التمييز والعنف وكراهية الأجانب ضد رعايا البلدان الثالثة الذين يحاولون الفرار من الصراع في أوكرانيا.” وأستنكر أي تمييز على أساس العرق أو الإثنية أو الجنسية أو حالة الهجرة. “إنني أستنكر أي أعمال من هذا القبيل وأدعو الدول إلى التحقيق في هذه المسألة ومعالجتها على الفور.”
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، يواجه الرجال والنساء والأطفال من عشرات الجنسيات، بمن فيهم العمال المهاجرون والطلاب الذين يعيشون في أوكرانيا، تحديات شديدة وهم يحاولون مغادرة المنطقة المتضررة من النزاع، وعبور الحدود إلى الدول المجاورة وطلب المساعدة المنقذة للحياة.وتتلقى المنظمة تقارير عن التمييز الذي أدّى إلى زيادة المخاطر والمعاناة. في 24 شباط/فبراير 2022، لجأ الناس إلى محطة مترو أنفاق أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف، أوكرانيا.
ودعا فيتورينو الدول المجاورة إلى ضمان منح جميع الفارين من أوكرانيا حق الوصول دون عوائق إلى الأراضي، بغض النظر عن وضعهم ووفقا للقانون الإنساني الدولي.
وقال: “يجب توفير الحماية والمساعدة الفورية بطريقة غير تمييزية ومناسبة ثقافيا، بما يتماشى مع الضرورات الإنسانية، لجميع المتضررين من النزاع طوال رحلتهم إلى بر الأمان.”ورحب باقتراح المفوضية الأوروبية تفعيل “توجيه الحماية المؤقتة” لمساعدة الأشخاص الفارين من أوكرانيا، “وأدعو الدول الأعضاء إلى ضمان إدراج رعايا البلدان الثالثة في تدابير الحماية تلك.”