يعرض حاليا الفنان التشكيلي العراقي المغترب مدحت كاكائي جديد أعماله في غاليري “رؤى” في العاصمة الاردنية عمان. ويضم المعرض الذي يحمل عنوان “العودة الى الشمس” ثماني عشر لوحات فنية هي نتاج تجربته خلال سنوات غربته التي استمرت ثلاثة عقود متتالية عن العالم العربي. وكان كاكائي المولود عام 1954 في كركوك قد درس في كلية الفنون الجميلة ببغداد ثم أكمل دراسته في اسبانيا. ويقول كاكائي انه “منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي بدأت أقترب بأعمالي الى النحت وابتعد أكثر عن الرسم، وأبني أعمالي من طبقات لونية متعددة”، مشيرا الى ان اعماله “تمت بقرابة الى كل من مدرسة المونوكروم، والمدرسة التقليدية، لكنها لا تندرج تحت أي منهما. أنها بمثابة جسر خفي مابين الشرق والغرب ولا يهمني الى أي لون إنتهيت وأنما يهمني بالدرجة الاولى الضوء المنبعث من اللوحة والذي هو مصدرها الشمس”. ويضيف كاكائي ان أقامته في أوروبا منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي اثرت في تجربته الفنية وتحول اسلوبه بمرور الزمن من التعبيرية الى التجريدية لذلك فأن معظم اعماله ليس فيها اي تفاصيل سوى اللون الواحد.
ويشير كاكائي الى انه سيقيم خلال هذا العام ثلاثة معارض الاول في اليابان والثاني في السويد اوائل العام المقبل سيعرض فيها التجربة ذاتها التي لاقت استحسان الجمهورفي دول اوروبية عدة. ولاقت أعمال الفنان صدى طيبا لدى الحضور من الفنانين والمتذوقين للفنون ، ويرى الفنان، الناقد التشكيلي رسمي الجراح “ان تجربة مدحت كاكائي الفنية لها خصوصيتها ذلك ان الفنان أختزل التفاصيل التي عاشها وأتعبته في غربته الطويلة بلوحاته حتى ظهرت بلون واحد”، مشيرا الى “ان هناك تقشفا في تفاصيل اللوحة التي تتوارى خلف سطوحها جملة من التعابير تتعلق بوجع الغربة لفنان كثير الترحال والمتمثلة بالطقس البارد والوحدة والقلق وعدم الاستقرار والحنين والشوق الى الوطن”. من جهته قال الفنان التشكيلي صدام الجميلي “ان تجربة الفنان مدحت كاكائي من التجارب الفنية الابداعية والمتميزة في المشهد التشكيلي العراقي والعربي”. ويعتقد الجميلي “ان أقامة الفنان في دول اوربية عدة منحته الفرصة ليرسم بطريقة تختلف بشكل كبير عن بقية الفنانين”. يشار الى ان الفنان التشكيلي مدحت كاكائي يتنقل منذ سنوات بين السويد واليابان، وأقام منذ ان غادر العراق أوائل ثمانينات القرن الماضي عشرات المعارض الشخصية لاعماله في السويد واليابان وفرنسا وكوريا الجنوبية وفنلندا والدنمارك واستونيا والولايات المتحدة، ويعد معرضه الحالي في عمان الاول له في الاردن والشرق الاوسط بعد غياب عن المنطقة دام ثلاثة عقود.