كانبرا / وطن برس اونلاين
يشارك آلاف من الاستراليين و النيوزيلنديين في الخامس والعشرين من شهر نيسان _ أبريل – بمراسم إحياء الذكرى الثامنةوالتسعين ليوم ”انزاك” وتكريم أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال هجوم قوات ”الحلفاء” على جاليبولي في تركيا اثناء الحرب العالمية الأولى. وتعود قصة ذلك اليوم بنا إلى الوراء ففي خلال الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 ) وبالتحديد في العام 1915 م ، حيث كانت تدور رحى المعارك بين ألمانيا من جهة وبريطانيا وفرنسا وروسيا من جهة أخرى ،
في هذه الأثناء وعندما كانت المعارك في غرب فرنسا تميل الى الهدوء النسبي رأت المانيا في تركيا حليفا استراتيجيا انذاك ليمنع الحلفاء من التسلسل الى الجنوب، حيث هددت تركيا بمنع السفن الحربية من الدخول عبر قناة السويس مما اغضب حلفاء الغرب ، بعد ذلك قرر جنرالات الحرب بمهاجمة تركيا واستعادة القسطنطينية وإسقاط الدولة العثمانية تمهيدا لفتح جبهات مختلفة ضد ألمانيا، وكانت الخطة المعدة لهذا السيناريو تبدأ بإرسال قوات كبيرة إلى شبه جزيرة غاليبوا جنوب تركيا، حيث كانت الخطة كالتالي : تقوم استراليا ونيوزلندا بإرسال العشرات من السفن الحربية الكبيرة المحملة بآلاف الجنود ليبدأ إنزالهم على الشواطئ التركية، و بعد ان ترسوا السفن قبالة الشاطئ يتم قصف القلاع التركية على الشاطئ ومن ثم إنزال الجنود في قوارب صغيرة ذات محركات خفيفة تجنبا لإصدار أصوات قد تدل الأتراك إلى أماكن الإنزال قبل أن يكتمل وبعد أن يتم إنزال الجنود وترتيب الصفوف تشن الحرب على القسطنطينية بمشاركة فرق من بريطانيا وايرلندا حتى يتم الاستيلاء الكامل على تركيا. وقد كانت هناك بعض المعارضات من بعض قادة الحرب على طريقة الإمدادات خوفا من تعرضها لهجوم مضاد من قبل الجيوش التركية ، إلا أن هذه الاعتراضات بدأت في الاختفاء تدريجيا بعد ان قررت استراليا ونيوزلندا إرسال أكثر من 70000من المشاة. قامت كل من استراليا ونيوزلندا بإرسال الجيوش عبر السفن إلى مناطق الحرب في جنوب أوربا ، حيث تجمعت جميع القوات في ميناء ” ألبني ” جنوب مدينة بيرث 400 كلم ، قبل أن تبدأ رحلة الجنود عبر المحيط الهندي لمدة ما يقارب 60 يوما.
وفي فجر اليوم الخامس والعشرين من شهر ابريل بدأت عملية الإنزال كما هو مقرر لها قبل ان يتفاجأ الجنرالات الغربيين باستعداد تركيا لهذه الحرب وتمركزهم في قلاع محصنة لم تستطع مدافع السفن الحربية من تدميرها ودارت رحى المعارك على الشاطئ حيث مات الكثير من الجنود الغربيين قبل ان يصلوا الى الأرض اليابسة، وقد أصر جنرالات الحرب على الاستمرار في إنزال القوات من السفن الى الشواطئ في محاولة على السيطرة على المنطقة ، فتناثرت الجثث في كل مكان، وفي محاولة بائسة قررت بعض السفن الاسترالية والنيوزلندية بإنزال جنودها في قوارب تتجه إلى مضيق على الشاطئ من الخلف بحيث يكون قاعدة لانزال الجنود الاستراليين والنيوزيلنديين على الشاطيء طوال فترة الحرب ، ولكن خانهم الاختيار الموفق حيث أصبحت القوات في مكان مكشوف للقوات التركية التي استمرت بالدفاع ببسالة رغم قلة الإمكانيات ضد هذا الإنزال وقتلت الآلاف من الجنود تحت وابل من الرشاشات والقذائف. وسمي هذا المكان بخليج الانزاك او anzac cove حيث يرمز الاسم( anzac الى Australian and New Zealand Army Corps ) ) فيلق الجيش الاسترالي والنيوزلندي .