كشفَ السياسي الكردي المخضرم محمود عثمان عن محطات وخفايا خطيرة في مسيرة الحركة الكردية، وذلك خلال حوار متلفز أجراه معه د. حميد عبد الله لحساب قناة الاتجاه كجزء من شهادته على التاريخ. وكانَ محمود عثمان صريحا كعادته، لا يتردد في الاجابة عن اكثر الاسئلة حراجة، خلال المقابلة. ورد على سؤال: هل زرتم اسرائيل؟ قال نعم زرناها مرتين، ثم اردف: هذه حقيقة يجب ان لا نطمسها، وعلينا ان نكون شجعانا ونحن نتحدث عن التاريخ!. ويقول عبد الله ان أخطر ما سمعته من الرجل قوله: ان ايران الشاه واسرائيل كانتا تشجعان الاكراد على البقاء في حالة اشتباك مع الحكومة، ليس حبا بالاكراد، ولكن لإضعاف الطرفين، مشيراً الى ان عثمان كشف عن أهم لقاء بين القادة الكرد وشاه ايران، قال فيه الاخير مخاطبا الملا مصطفى البارزاني: انتهت اللعبة.. لا نستطيع بعد اليوم ان نقدم لكم اي دعم، صدام اعطانا ماكنا نحلم به!. يشار الى ان المقابلة التي يتحدث عنها السياسي المخضرم محمود عثمان تمت في طهران بُعيد اتفاقية الجزائر في مطلع آذار عام 1975، وكان الوفد الكردي برئاسة مصطفى البارزاني، يضم كلا من محمود عثمان وعدنان المفتي وآخرين، ينتظر عودة الشاه من الجزائر، ولم يخطر ببال الكرد أن يسمعوا من الشاه ما سمعوه منه في تلك اللحظة!. يقول عثمان: ان الشاه استقبلنا بأسلوب مختلف، وحدثنا بلغة مختلفة تماما عن لغته الناعمة التي كان يخطابنا بها!. وتابع عثمان : بغطرسة غير مألوفة قال الشاه للملا: وقعنا اتفاقية مع صدام حققت لإيران حلما كانت تنتظره زمنا طويلا، ثم نطق جملته القاتلة:(بعد الآن لا دعم لكم.. انتهت اللعبة)!. ووضع الشاه القيادة الكردية أمام ثلاثة خيارات: إمّا إلقاء السلاح وتسليم رقابكم الى الحكومة البعثية، أو الاستمرار في القتال بما في ايديكم من غير دعم ايراني، أو اللجوء الى ايران. وأسقط بأيدي القادة الكرد، وأصبحوا أسرى الحيرة والدهشة والمحنة معا، وحين عادوا الى كردستان لم يكن امامهم من خيار سوى إلقاء السلاح!.