“من سيء إلى أسوأ”: كيف تفاعلت الجالية العراقية في أستراليا مع الانتخابات في العراق؟
حلّ التيار الصدري بالطليعة في الانتخابات التي أقيمت مبكراً ولم تحظى بنسبة مشاركة مرتفعة رغم تغيير قانون الانتخابات وظهور تيارات سياسية جديدة على الساحة.
احشتد المئات من أنصار التيار الصدري في قلب العاصمة العراقية بغداد، للاحتفال بالفوز في الانتخابات حيث أشارت النتائج الأولية إلى استحواذ التيار الذي يقوده رجل الدين مقتدى الصدر على 73 مقعداً. وفي أول تعليق له على النتيجة، طالب الصدر الشعب بالإحجام عن الاحتفال بالمظاهر المسلحة، معتبراً الانتخابات “فرصة لنزع سلاح الميليشيات وحصرها بيد الدولة”.
النقاط الرئيسية
- تقدم التيار الصدري بشكل لافت حسب النتائج الأولية وحظي بـ 73 مقعداَ.
- تمكن المرشحون المستقلون من الحصول على 15 مقعداً.
- لم تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات 41% ممن يحق لهم التصويت وفق أرقام مفوضية الانتخابات.
وشهدت هذه الانتخابات وهي الخامسة منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 بعد الغزو الأميركي، نسبة مقاطعة غير مسبوقة حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 41% ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم وذلك وفق ما صرحت هيئة الانتخابات.
وفي حال تأكدت النتائج الجديدة، يكون التيار الصدري بذلك قد حقق تقدماً ملحوظاً عن العام 2018، بعدما كان تحالف “سائرون” الذي يقوده التيار في البرلمان المنتهية ولايته، يتألف من 54 مقعداً، وقد يتيح ذلك للتيار الضغط في اختيار رئيس للوزراء وفي تشكيلة الحكومة المقبلة.
في المقابل، تمكّن تحالف “دولة القانون” برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي من تحقيق خرق في الانتخابات، حيث أعلن مسؤول في الحركة لفرانس برس حصوله “على 37 مقعداً في البرلمان”.
الجو الانتخابي كان رائعاً ولم يكن هناك حظر تجول. لم يُسجل أي تزوير او مشاكل اخرى شابت انتخابات سابقة.
ومن جانبه، علّق المحلل السياسي في بغداد، وفاء راهي على النتائح في حديث لأس بي أس عربي24 قائلاً: “جاءت النتائج بشكل مفاجئ للبعض. القوى التي لم تكن حاضرة في الانتخابات السابقة دخلت على الخط بقوة. هناك أيضاً وجود للنواب المستقلين بما يقارب 15 مقعداً، وفي نفس الوقت، هناك الكثير من الأسماء المعروفة التي فقدت زخمها ولم يعد لديها سطوة في البرلمان”.
بالنسبة لتحالف الفتح التابع للحشد الشعبي والذي دخل البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعاً بالانتصارات ضد تنظيم داعش، فيبدو أنه سجل تراجعاً، بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
ومن قلب الحدث، يقول راهي أن الانتخابات “جاءت مختلفة أيضاً على الصعيد الأمني” وأشار إلى أن الجو الانتخابي كان أكثر استقراراً من انتخابات سابقة فلم يُفرض حظر تجول رغم التحضيرات الأمنية المكثفة.
ومن سيدني، قال رئيس مركز التعددية للبحوث والدراسات، د. مكي كشكول، ان الجالية العراقية في أستراليا والمهجر تنظر للطبقة السياسية “بريبة وشك”.
وأضاف د. مكي: “لم نشهد أي تغيير في السنوات الثمانية العشرة الماضية. الكثير من أبناء الجالية يرون ان نفس الوجوه ستعاد ونفس الكتل ستتصدر المشهد السياسي. الصراعات بين أطياف الطبقة السياسية وبين الشيعة والسنة والكرد والعرب ستبقى كما هي لا بل وربما يصبح أسوأ بسبب التجاذبات الاقليمية والدولية”.