ذكرت صحيفة بريطانية ان تقريرا هولنديا حول اثار اليورانيوم المنضب على العراق نشر الخميس، وسيكشف عن استهداف اكثر من 365 موقعا ملوثا باليورانيوم المنضب اكتشف العام 2006 واغلبها في محافظة البصرة، وان كلفة تطهيرها تصل لنحو 30 مليون دولار، موضحة ان من بين تلك المواقع المستهدفة مناطق سكنية مأهولة وبنى تحتية في مدينة بغداد بضمنها وزارة التخطيط، الا ان الحكومة العراقية تصر على ان الاستهداف اقتصر على اليات عسكرية فقط.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه التقرير الهولندي اكتشاف مواقع ملوثة جديدة لم يتم مسحها حتى الان، يبدي مخاوف بشأن انتقال القطع الملوثة بسبب فشل الحكومة العراقية في منع تجار الخردة من التعامل معها، مؤكدا ان اعادة استخدام الاسلحة المحرمة في العام 2003 فاقم المشكلة، فيما ينتقد التقرير الادارتين الاميركية والبريطانية لعدم اعترافهم بان الاسلحة تلك هي المسؤولة عن الامراض والتشوهات التي يعاني منها العراقيون. وتقول صحيفة الغارديان، البريطانية، في تقرير اعده لها الصحفي روب أدجوارز، ان “تطهير أكثر من 300 موقع ملوث باليورانيوم المنضب في العراق، سيكلف نحو30 مليون دولار، وذلك وفقا لتقرير نشرته منظمة السلام الهولندية يوم الخميس بتمويل من وزارة الشؤون الخارجية النرويجية”. وتضيف الصحيفة ان “التقرير يحذر من ان مصادر الاشعاع تنتقل من مكان الى آخر عبر تجار مواد الخردة او من خلال لهو الأطفال بها، وسيقدم التقرير أدلة على إطلاق ذخائر اليورانيوم المنضب ضد مركبات مدرعة، ومناطق سكنية مأهولة، وبنى تحتية في مدينة بغداد، بضمنها وزارة التخطيط العراقية، ليدحض تاكيدات رسمية قدمتها الحكومة العراقية، تفيد ان ذخائر اليورانيوم المنضب تم استخدامها ضد المركبات المدرعة فقط”. ويذكر التقرير ان “استخدام اليورانيوم المنضب في المناطق المأهولة يثير القلق، ومن المتوقع ان يتم الكشف عن مناطق ملوثة جديدة في الفترة المقبلة”. وتلفت الغارديان، ان “التقرير الذي تمت كتابته وفقا لـ3 رحلات ميدانية الى العراق في العام 2011 و 2012، أشار الى ان المركز العراقي للحماية من الاشعاعات، قد وثق تلوث 300 موقع الى 365 حتى العام 2006، كان معظمها في محافظة البصرة جنوبي العراق”. وتقدر الاحصائات بحسب الصحيفة البريطانية، ان “400 طن من ذخيرة اليورانيوم المنضب القتها القوات الاميركية والبريطانية في العراق خلال الحروب، بدءا من العام 1991 وحتى العام 2003، والكمية العظمى القيت من قوات الولايات المتحدة الأميركية، فيما تقول القوات البريطانية انها كانت قد القت أقل من 3 أطنان من هذه الاسلحة”.
وتنوه الى ان “التقرير الجديد الذي أعدته منظمة (آي كي في باكس كريس) الهولندية، يقول بان الادعاءات المثيرة عن استخدام اسلحة اليورانيوم المنضب في العراق (يعادل كارثة تشيرونبيل 100 مرة) أو أنها (ابادة جماعية) هي محض ادعاءات تفتقر الى الادلة الواقعية، لكن التقرير يؤكد على ان حياة المدنيين العراقيين يجب ان تؤخذ على محمل الجد”. يذكر ان حادثة تشيرونبيل هي أكبر حادثة نووية في العالم، حدثت عام 1986 في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدت إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ما قيمته أكثر من 3 مليارات دولار أميركي. وقد لقى 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص. وينتقد وليم زفجنينبريغ، من المنظمة الهولندية والذي قام بكتابة التقرير، حكومة الولايات المتحدة الأميركية لفشلها في تحديد المواقع التي قامت بقصفها عبر هذه الاسلحة، قائلا “لا يزال غير واضح عدد الامكان الملوثة، ومدى خطورتها على المدنيين العراقيين، وزادت الخطورة بعد استخدام هذه الاسلحة ضد أهداف معينة في حرب العام 2003”. وتستطرد الغارديان “الحكومة البريطانية لا زالت مصرة على استخدام هذه الاسلحة عند الحاجة، حيث يذكر متحدث رسمي باسم الحكومة البريطانية أنه (لا يوجد اي دليل علمي وطبي موثوق على ان الامراض التي يعانيها المدنيون العراقيون جاءت بسبب تلك الاسلحة، ولذا فان حكومة المملكة المتحدة لا تشعر بوجود حاجة لاستخدام نهج وقائي)”.
وترى انه “رغم تطهير بعض المواقع الملوثة، الا ان التقرير يؤكد ان هذه المواقع لا زالت تعاني من آثار الاشعاعات بالاضافة الى مواقع أخرى تم استكشافها حديث”. ويؤكد مصدر رسمي داخل مركز مكافحة الاشعاعات للصحيفة البريطانية ان “كل موقع ملوث سيكلف مبلغا يتراوح بين 100 الف دولار الى 150 الف دولار ليصل المبلغ الاجمالي بين 30 مليون دولار أميركي الى 45 مليون دولار”. ويبين التقرير ان “الحكومة العراقية لا تملك المصادر اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة، كما انها فشلت أيضا في السيطرة على تجارة معادن الخردة العسكرية، والتي تكون مربحة. مع ذلك فان وزارة الدفاع الاميركية لم تقدم اي رد على الاسئلة حول هذا التقرير”.