وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

أهم الأخبار العراق

في الصميم “كارثة تتبعها كوارث “

علي الزبيدي

يحار المرء عن اي مشكلة يتحدث  فمشاكل العراقيين باتت فوق الوصف والتحمل وتزدحم فيها سجلات بل موسوعات فهي لا عد لها ولا حصر .

الكاتب علي الزبيدي

دمار و حروق وتفجيرات وكواتم  هنا وهناك وما ان تنتهي كارثة الا وتحل على الناس كارثة اخرى وكارثة مستشفى ابن الخطيب هي  الشاهد الاقرب  والتي نشكر الحكومة حيث اعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة ايام  على ارواح الضحايا الاثنين والثمانين الذين  احترقوا في مستشفى يفترض ان يكون مكانا لشفائهم من جائحة كورونا ونشكر رئيس الوزراء الذي امر بسحب يد وزير الصحة ومحافظ بغداد ومدير عام صحة الرصافة لحين انتهاء التحقيق وظهور النتائج لتحديد المقصر  والملاحظ ان لجنة الصحة النيابية قد أنجزت تقريرها حول الحادث وركز التقرير على نقطتين هما قدم بناية المستشفى مما جعلها بدون منظومة اطفاء وتقصير إدارة المستشفى لعدم سيطرتها على عدد مرافقي  المرضى . بهذا المعنى جاء تقرير لجنة الصحة النيابية مما جعل أحد المواطنين يغرد على مواقع التواصل الاجتماعي بان تكلفة نصب منظومة أطفاء حديثة في المستشفى بسعر سيارة جكسارة اعتيادية غير مصفحة !!. وهناك من حاول ان يكمم افواه الناس باعتبار أن هناك جهات تحاول ان تستغل كارثة ابن الخطيب للتسقيط  الإنتخابي وكأن أرواح الشهداء الاثنين والثمانين والمرشح عددهم للزيادة كما قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية كأن دماء هؤلاء الضحايا رخيصة أمام مواقع الوزارة أو كرسي المحافظة وغيرها .

ان ما حدث هو إهمال نتيجة تفشي الفساد وعدم الاكتراث للمحاسبة لاننا نعيش في دولة المحاصصة التي هي فوق كرامة الإنسان العراقي واذا كانت كارثة ابن الخطيب واحدة فإننا ننتظر كوارث أخرى خاصة فيما يتعلق بالحرائق الناتجة عن  الكهرباء والتماس الكهربائي الذي اتى خلال يومين على مجمعين  تجاريين في كركوك وصلاح الدين وحريقين في بغداد والأيام حبلى بالكوارث مادام الفساد مستشري وحيتانه يسرحون ويمرحون بل هم من يقرر أمور البلاد والعباد وما نشرته مراسلة  صحيفة سيتي اوف ايكوموني  ( كيتي روبنسون ) من ان هناك صفقة لتجهيز٨٠٠ الف طن من زيت الطعام الصيني الرديء وتعبئته في قناني زيت الدار وتوزيعه على المواطنين ضمن البطاقة التموينية .

فعندما تسقط القطرة فلا تنفعها بعد ذلك جرة من الغيرة  ورحم العلامة الدكتور علي الوردي فقد شخص حالة العراق كما هي اليوم قبل خمسين عاما حيث قال(في وطني هناك مستشفى سيء لعلاجك ومئات المساجد الفاخرة للصلاة عليك عند موتك).

رحم الله كل شهداء العراق ووقانا شر الكوارث ومسببيها.

المقال منشور على اخيرة الدستور البغدادية  

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961