صادق فرج التميمي
سوق الكلمات .. ضل البيت لـ مطيره ..
لقد ضمنا، نحن الاسرة الصحفية والاعلامية، من المنضوين تحت خيمة نقابتنا العتيدة، كل الحقوق المشروعة التي كُنَّا نطالب بها ولم تتحقق، وما علينا الآن إلا أن نُسخر أقلامنا بشكل أوسع وأكبر من ذي قبل للدفاع عن تلك الحقوق، بكل ما أوتينا من قوة الكلمة وكلمة القوة جنبا إلى جنب مع حقوق شعبنا، وهو يسعى لاسترداد ما تم سرقته من أموال نُهبت هي والخيرات التي وهبها الله للعراقيين بشكل منظم، وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى ..
فهنيئا لنا، نحن حملة القلم الوطني الشريف، بأن يكون قرينا لنا في القلم الزميل الجديد مصطفى الكاظمي صحفيا متمرسا، وقبل ذلك ممارسا وعاملا، بحسب تصنيفات الخيمة وتحولاتها التصنيفية من صنف إلى آخر ..
أما والآن نستطيع أن نرفع صوتنا عاليا، وبحق، لان نقول للزميل العزيز مصطفى الكاظمي، أن لدينا كأسرة صحفية وإعلامية جملة مطالب لكننا لا نقبل أن ننالها قبل أن يتم تحقيق مطالب الشعب المشروعة، وهي حقوق كفلها القانون والدستور، تؤمن للشعب حق العيش الكريم، وأن يحيا حياة حرة تليق به، لا أن يعيش نصف الشعب تقريبا بين متسول وعاطل ومشرد وباحث في الازبال والقمامة وهو يرى بأم عينه، كيف أن أمواله وخيراته تتوزع ذات اليمين وذات الشمال من دون وجع قلب، في ظل غياب تام لخطط التنمية البشرية وخطط تنموية زراعية وصناعية وعمرانية مع ملاحظة أن ما تم تشيده في سالف السنين، قد تم تدميره او تشويهه بل وتدمير الاسس التي بُني عليها نظام التعليم العالي والبحث العلمي والنظام التربوي والصحي بعد أن كان شعبنا هو الرائد الاول في الزراعة والصناعة والتعليم والتربية ..
زميلنا العزيز الاعز، كان الله في عونك، وأنت تقود حكومة محددة الاهداف لعل من أهمها إجراء إنتخابات حرة ونزيهة، وهذا لن يحصل على الاطلاق في ظل إنتشار وتفشي ظواهر الفساد والارهاب الداخلي والخارجي وتجارة المخدرات وغسيل الاموال ومنه ما يحصل من غسيل على أيدي تجار العملة والمصارف الاهلية التي تعمل لحساب دول عربية وأجنبية والذيول الساعية لبيع أصول (اللادولة) ومنها بقايا (خردة) محطات الكهرباء عصب الحياة المشلولة بأوامر بلاد العم سام وأذنابه المتصارعون المتهافتون لتقاسم كعكة (الخردة)، والقائمة تطول وتطول بما هو كل ضار وغير نافع وغير مقبول بل مرفوض شعبيا ..
أيها العزيز الاعز، هل تعلم كم عراقي، من الشيب والشباب، قتلوا او غيبوا على أيدي طرف واضح ومعلوم وأنت لم تفعل شيئا، لا لشيء سوى أنهم يطالبون بحقوق مشروعة كتوفير فرص العمل والحاجة إلى الخدمات كالماء والكهرباء (الخردة) وتخليصهم من الشبكات العنكبوتية التي ملئت سطح العراق عرضا وطولا، وإمتصت جباياتها جيوب الفقراء والمعوزين والمعذبين، وهل تعلم كم تسبب تقاسم الوزرات التحاصصي ومؤسساتها ودوائرها من هدر وسرقة الاموال المخصصة لها وكأنها غنيمة والقائمة تطول وتطول بما هو كل ضار وغير نافع وغير مقبول بل مرفوض شعبيا ..
وهل تعلم أن ما يحصل من قهر وكبت وحرمان وجوع وفقر بين اوساط الشعب قد يتسبب في يوم ما بقادمات الايام، بما لا نرضاه أن يحصل، فيما لو إستمر الحال كما هو عليه الآن ، وهذا ما يريده أعداء الله والوطن والانسانية ويخططون له على قياس القصة الشعبية المعروفة (ظل البيت لمطيره .. طارت بيه فرد طيره) ..
ومفاد القصة، أن شخصا يدعى محسن يمتلك قطعة زراعية في قرية غنية بمواردها ومعروفة بطيبة أهلها وكرمهم وشهامتهم، وكانوا يعيشون آمنين وخيراتهم لهم وقد طوروا قريتهم وفق أمكاناتهم، حتى أصبحت هذه القرية هدفا للطامعين، وكان محسن يدافع عنها ويتصدى بكل قوة لهؤلاء الطامعين ويطردهم، لا بل وطردهم بعد عدة معارك إنتصر فيها وأهل قريته، فأخذت العناصر الطامعة تحيك المؤامرات للإيقاع بمحسن وأهل قريته والاستيلاء عليها وعلى مواردها ..
وكانت هناك قرية مجاورة لقرية محسن فيها من الاشرار الحاقدين على هذه القرية، ومن بين سكان تلك القرية رجل شرير وأمرأة أكثر منه شرا، وترتبط معه على هدف واحد، فأخذوا يعدون العدة للاستيلاء على قرية محسن وقتله بأية طريقة للتخلص منه لأنه تمكن بتوحيد قريته بجميع سكانها ..
وكان أهل القرية لا يعرفون الرجل الشرير والمرأة الشريرة، ولكن محسن يعرف شرور تلك القرية المجاورة لقريتهم وعاش تدخلاتها ومآسيها ..
وفي يوم من الايام دخلت على قريتهم تلك المرأة وطلبت مجاورتهم، فرحبو بها على عادة العرب وحذرهم محسن ولكن دون جدوى، فسكنت معهم في نفس القرية فأخذت تجذب أهل القرية السذج بمهاراتها السحرية والشعوذة والاكاذيب وكسبتهم بدون وعي وإعتبروها جزء منهم فإلتف السذج من حولها، وأخذ صاحبها الغريب يتردد عليها، وكان إسم المرأة المشعوذة (امطيره)، وعندما يسألون أهل القرية عنه تقول، أنه من معارفها، وهو ضيفي، فلا يمنعونها من ذلك، ولكن في حقيقة الامر ان الضيف كان قد اتفق معها للإيقاع بمحسن والاستيلاء على القرية ..
وكان لمحسن أولاد ولأخيه أولاد فتيان وشباب يمتلكون ذكاء أبيهم وعمهم وشجاعتهم، وأخذ أبيهم وعمهم يهتمون بتربيتهم لمستقبل الحياة الذي أوشك أن يغيب عنهم ..
وبعد فترة إدعت المرأة الساحرة بأنها إشترت من محسن قسم من أراضيه ولديها شهود بذلك ، وقدمت شاهدها الضيف الشرير، وبعضاً من أهالي القرية السذج والمرتشين ، ولكن محسن لا يعطي قريته بهذه السهولة فأخذ يدافع عن حقوق قريته ويتحدى هذه المرأة الملعونة .. وفجأة إختفت المرأة عن القرية وصاحبها الشرير، وأحاكت معه مؤامرة لقتل محسن والخلاص منه، ليفرغ لهم الجو، وذهبت هي وصاحبها إلى قرية بعيدة عن سكنهم وتحالفوا مع أهلها للخلاص من محسن، والاستيلاء على القرية، وتقاسم مواردها ..
وتم ذلك فعلا ، وفي غفلة أصبح محسن مقتولا ، وبما أن السذج والمرتشين يثقون بالشرير والمرأة الساحرة ، فإنهم إصطفوا معها لأنها خدعتهم ، وأخذت تبين خططها المسمومة تجاه القرية وأهلها ، ففرقتهم بعد أن كانوا موحدين متحدين ليسهل عليها ما تريده ، وأخذ أخ محسن والواعين من أهالي القرية يرددون دائما (ظل البيت لمطيره .. طارت بيه فرد طيره) ..
ولكن مطيره، لم تستمر بطيرتها .. ذلك أن أهل القرية توحدوا من جديد، وهزموا مطيره وشريرها ومن تحالفوا معهما شر هزيمة ..
ولات ساعة مندم ..