تكافح استراليا من أجل مواجهة الفيضانات التي غمرت ولايتين بالبلاد، حيث يعمل رجال الإنقاذ من أجل إخلاء السكان من المناطق التي غمرتها المياه. وفي ولاية كوينزلاند، تم إخلاء أكثر من ألف شخص إلى أماكن آمنة بمدينة باندابرغ بعد فيضان نهر بورينت، مما أدى إلى غرق أكثر من ألفي منزل. وهناك مخاوف في ولاية نيوساوز ويلز من أن يغمر نهر كلارنس مدينة غرافتون، وذلك بعد أن ارتفع منسوب المياه في النهر إلى مستويات قياسية. وقد تسبب إعصار أوزوالد المداري في حدوث تلك الفيضانات، وهو الآن يتجه نحو البحر جنوب مدينة سيدني.
ولقي أربعة أشخاص حتفهم في هذه الظروف المناخية القاسية حتى الآن، وذلك بعد أن توفي طفل صغير صدمته إحدى الأشجار التي سقطت خلال الإعصار في مدينة بريسبان يوم الاثنين. ويأتي هذا الفيضان بعد عامين من الفيضانات القوية التي أصابت جنوب ولاية كوينزلاند، بما فيها مدينة بريسبان عاصمة الولاية، والتي أدت إلى مقتل 35 شخصا، وغرق عشرات الآلاف من المنازل. وقال مكتب الأرصاد الجوية في بيان له إن منسوب المياه في نهر بورنيت في مدينة بوندابرغ بلغ 9.475 أمتار، ولا يزال يرتفع تدريجيا، ومن المتوقع أن يصل منسوب المياه في وقت لاحق من اليوم إلى 9.6 أمتار، وهو ما يفوق مستوى الفيضان الذي حدث في ديسمبر/كانون الأول عام 2010. وقال وزير الشرطة في كوينزلاند جاك ديمبسي: “إن هذه المستويات من الفيضان ستكون من بين أعلى المستويات التي سجلت بالكامل في باندابيرغ ومنطقة بورنيت”. وأضاف: “أن الأولوية الرئيسية على الأرض في الوقت الحالي هي حياة الأشخاص، ونحن نناشد السكان بالصعود إلى الأماكن الأكثر ارتفاعا، والاستماع إلى العاملين في مجال الخدمات الطارئة وإلى توجيهاتهم”. وذكرت تقارير أن نحو سبعة آلاف و500 شخص قد شردوا في أنحاء المدينة، مع وجود أكثر من ألف و500 شخص في مراكز الإجلاء. وقد تمكنت فرق الإنقاذ باستخدام الطائرات المروحية من انتشال أكثر من ألف شخص من الذين جرفتهم مياه الفيضان، وذلك وسط مخاوف من أن تجرف مياه الفيضانات المزيد من المنازل.
وقال رئيس حكومة ولاية كوينزلاند كمبل نيومان: “أعتقد أن شجاعة الفرق الجوية، من قوات الانقاذ المدنية والدفاعية، هي التي أنقذت الموقف بعد أن عملت طوال الوقت ظهر أمس وحتى ساعات متأخرة من الليل لإجلاء السكان في هذه الظروف الصعبة”. وتقوم طائرتان من قوات الدفاع الجوي بنقل المرضى من المستشفى المحلي، وصرحت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد أنه تم إرسال مئة جندي للمساعدة في عمليات الإجلاء.
وفي نيو ساوث ويلز، التي شهدت أجزاء منها أمطارا غزيرة يوم الاثنين مع تحرك الإعصار باتجاه الجنوب، أبلغت السلطات نحو ألفين و500 شخص بضرورة مغادرة مدينة غرافتون، حيث أصبحت السدود في المدينة مهددة بارتفاع منسوب المياه.