المصدر / أذاعة SBS عربي
مزجت بألوانها الزاهية ملامح العراق واستراليا وأرست على شاطىء فنها النور بالألوان . وفي سردها لقصة هجرتها إلى استراليا قالت الفنانة التشكيلية الأسترالية من أصل عراقي أغنار نيازي إن عائلتها قررت الهجرة إلى استراليا في أواخر عام 1994 في أعقاب حربين مر به العراق في ذلك الوقت؛ لتبدأ مسيرة جديدة مع عائلتها الصغيرة، وقالت:” أول ما وطأت قدماها مطار سيدني شعرت بالوحشة والضياع خاصة مع عدم وجود أحد في استقبالهم في المطار”.
النقاط الرئيسية:
شعرت بالوحشة والضياع خاصة مع عدم وجود أحد في استقبالنا في المطار.
كان تعبئة نماذج الطلبات أمرا مزعجا عند تقديم أي طلب في أستراليا.
أسماها والدها ب “أغنار” تيمناً بقصيدة للشاعر اللبناني سعيد عقل.
في رحلة حياتها في العراق تعلمت الفنون التشكيلية وعملت معلمة للفنون في إحدى المدارس البغدادية تُعلم الذكورمن الطلبة، قائلة إن ذلك شكل تحديا لها منذ تخرجها، ونجحت في تلك المهنة، خاصة وأن كثيرا من طلبتها تأثروا بتعليمها. وبعد سنين عدة، تواصلوا معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما أشعرها بسعادة غامرة .
وحول دوافع الهجرة ،تسرد أنها تزوجت بدايات الثمانينيات، حيث كان العراق في حربه مع إيران وليخوض مرة أخرى حرب الخليح الأولى بدايات تسعينيات القرن الماضي، لتضرب قوات التحالف بغداد في ليلة وصفت سماء بغداد بأنها “أصبحت مليئة بالرصاص والقنابل المدوية التي ضربت مدرستها” وشاعرة بخوف شديد، واصفة تلك الليلة “أنها ليلة لاتنسى بسبب الرعب والخوف”، فكان أن اقترح أحد اصدقاء زوجها الهجرة إلى استراليا لسوء الوضع في العراق في ذلك الحين .
وما أصاب دهشة الفنانة التشكيلية أغنار نيازي عند وصولها إلى سيدني، حالة المنازل في ذلك الوقت التي كانت صغيرة “مليئة بالعفن مبنية من الفايبر ومفروشة بنوع معين من السجاد المثير للحساسية “، بينما كان منزلهم في العراق -وهم من الطبقة الوسطى – منزلا كبيرا بطابقين محاطا بحديقة. وقالت إن سيدني في ذلك الوقت كانت ذات مساحات شاسعة وأصبحت الآن مكتظة بالسكان والمباني .
وصفت بداية تحديات حياتها العائلية عند الاستقرار في استراليا أنها كانت مليئة بالإصرار والتحدي مع أول مراحل تعلمها للغة الإنجليزية التي تقول عنها “تعلمتها عبر مراكز تعتبر ” لمحو الأمية ” لتعلم اللغة ” مما جعلها تشعر ” بالغصة “، وهي المعلمة الحاصلة على الماجستير في العراق “. ومن ثم لتبدأ مسيرة موازية من التحدي لتصبح مترجمة معتمدة و لتشترك في معارض تشكيلية عدة ولتحظى بالتقدير على انجازها بالتنسيق والعمل والابداع، بالإضافة لقيامها بواجباتها العائلية لتعبر بفخر “كان يومي مليئا بالتحدي، لدرجة أنني كنت في أحيان كثيرة “أرضع طفلي الرضيع بيد وأنجز رسم لوحة بيد أخرى”
من الأشياء الملفتة التي أصابة الفنانة التشكيلية أغار نيازي بالتعجب والملل في استراليا، كثرة طلب الحكومة الأسترالية “تعبئة النماذج عند التقدم لأي طلب، وأضافت مازحة من من غرائب الصدف أنها عملت في (سنترلينك) لتطلب من طالبي الخدمة أن يقوموا بتعبئة نماذج المعلومات لتقدم لهم الخدمات “
وعن اسمها “أغنار” قالت إن والدها كان فنانا أديبا وصحفيا أطلق عليها اسم “أغنار” تيمناًباسم ورد في إحدى قصائد الشاعر اللبناني سعيد عقل.
وكيف عبرت عن العراق في لوحاتها قالت” إن ألوانها زاهية في الرسم وهي انعكاس عن روحها المتفائلة، فقد جسدت في لوحة خاصة مزيجا من “معلم الشهيد” في بغداد مع معلم “دار الاوبرا” في سيدني، تعبيرا عن حبها لهذين البلدين. وتضيف أانها لم تندم أبداً على قرار الهجرة، وأن العراق حاضر في وجدانها بشكل مستقل كما هي استراليا؛ قائلة “العراق هو العراق واستراليا هي أستراليا” مبدية امتنانها على الأيام الجميلة التي قضتها في استراليا، وأن العراق ايضا مازال حاضرا في وجدان أولادها كما أيضا استراليا. ونصحت الفنانة التشكيلية أغنار نيازي أي مهاجر بضرورة تحديد الأهداف واستغلال الفرص في استراليا التي تمنح الشخص الطموح الفرصة بشرط العمل الدؤوب والإرادة القوية.