جبار بچاي
شُهب محسن حسين، فتاة واسطية من قضاء الحي من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ جاءت الى الدنيا وهي صمّاء بكماء لكنّ الله سبحانه وتعالى عوضها بموهبة ابداعية في مجال الفن حيث أصبحت رسامة بالفطرة ، ترسم أمانيها على الورق والقماش واجمل لوحاتها تعكسها بحرفية عالية على الزجاج في لغة الألوان الجميلة بعد أن وهبها الله موهبة الرسم .
منذ أن كانت طفلة نَمَت معها موهبة الرسم، فأخذت ترسم على الورق عدة أشكال وهي ماتزال طفلة لم تبلغ السادسة من العمر، ولأنها تشكو من عوق بالولادة لعدم قدرتها على النطق والسمع حرص أبويها على تقديم الدعم الكامل وتوفير احتياجاتها التي تمثلت بالألوان المائية وأًصباغ الخشب إضافة الى ورق الرسم، فكانت كل يوم تنجز أكثر من لوحة وهي على أعتاب العاشرة من العمر .
يقول والدها محسن حسين الغريباوي لـ ( وطن برس ) إن ” شهب كانت فنانة بالفطرة، فهي لم تدخل المدرسة ولم تشارك في ورشة تدريبية كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث لا تقدر على النطق أو السمع.” مضيفاً أن “عدم دخولها الى المدرسة للسبب المذكور جعلها شديدة التدريب والممارسة في الرسم بمساعدة والدتها التي لديها قدرة كبيرة في هذا المجال فتعلمت منها الكثير واستمرت بذلك بعد أن وجدت الرسم أفصل لغة تحاكي بها الآخرين.”
وأوضح أن ” شهب تمتلك قدرة في الرسم على الورق والقماش وتصوغ بالألوان الزاهية أجمل اللوحات على الزجاج ولديها حاليا أكثر من 500 لوحة فنية تشمل مختلف الجوانب الحياتية والاجتماعية وسبق لها أن شاركت في معارض عدة اقيمت في محافظة واسط منها في الجامعة وأخرى ضمن مهرجان المتنبي وكانت في كل مرة تحصد الترتيب الأول بمهارتها العالية وقدرتها على تقديم لوحات فنية بالغة الجمال والتعبير.”
مشيراً الى أن “منتدى الشباب في قضاء الحي قدم لها الكثير من الدعم المعنوي واحتضان معارضها وتخصيص قاعة لها لممارسة الرسم فيها وحفظ لوحاتها في تلك القاعة التي تشهد دوماً تدفقاً من الضيوف والزوار والمتابعين لفنها دوماً.”
اما السيد شاكر حسن، وهو مشرف فني في منتدى شباب الحي فيقول إن ” فتاة مثل شهب تعاني من مشكلة النطق والسمع لكنها تغلبت على ذلك بالأبداع وصنع الجمال ومحاكاة الآخرين عن طريق فنها الجميل ولوحاتها المميزة التي أصبحت مثار أعجاب كل المختصين لما فيها من جمالية وتعبير وفن حقيقي .”
مضيفاً أن ” المنتدى وضمن اهتمامه بالطاقات الشبابية الابداعية حرص على دعمها بصورة متميزة ووفر لها المناخ المناسب للعمل وهي اليوم فنانة تشكيلية واعدة ، بل استطيع القول إنها فنانة مبدعة في مجال الرسم سواء على الورق أو القماش أو الرسم على الزجاج الذي برعت فيه كثيراً .”
وقال إن ” الجهات الحكومية المختصة مطالبة بتقديم الدعم لهكذا طاقات شبابية ابداعية واعدة من خلال اقامة الورش التدريبية أو تقديم المعونات المالية لمساعدة المبدع على أقل تقدير لشراء احتياجات عمله الضرورة إضافة الى أهمية اقامة المعارض المحلية وإشراكها في المعارض الخارجية خاصة وأن حالة مثل شهب التي تفقد النطق والسمع، هي حالة استثنائية تستحق كل الرعاية والاهتمام إضافة الى كونها رسامة ماهرة فعلاً.”
من جانبها وبلغة الإشارة أثنت الشابة المبدعة شُهب محسن على جهود الاهل في دعمها وتوفير متطلبات عملها وتهيئة ورشة صغيرة لها ضمن المنزل لممارسة موهبتها التي نمت وتطورت كثيراً، كذلك تثمن جهود القائمين في منتدى شباب الحي على تذليل كل العقبات أمامها وتوفير بيئة العمل المناسبة لها، وتأمل في أن تلمس جدية من الحكومة أو زارة الشباب على رعاية فنها الجميل والاهتمام به ويمكن عكسه أيضا الى العالم من خلال اشراكها في معارض خارجية لتؤكد من خلالها قدر العراقيين خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة على العمل والابداع وتقديم كل ما هو جميل وممتع يعكس واقع العراق وحضارة بلاد الرافدين.